ألــو.. هنا الالفية الثالثة
المكان : عدن حاضرة اليمن السعيد , الزمن : القرن 21 العام 2013م بالتحديد 23 ابريل الساعة 10:30 ليلاً , عندما كنت اكتب هذه الاسطر على ضوء مصباح يدوي صغير لا يضيء إلا مساحة الورقة التي اكتب عليها , بينما بقية الغرفة التي كنت فيها والبيت بأكمله يغص في ظلام دامس , السبب كما علمنا من خلال رسائل الجوال التي ترسلها بعض الجهات الاعلامية المتخصصة بهذه الخدمة , وجود خلل فني اصاب منظومة الكهرباء لتغرق بعدها العاصمة صنعاء والعديد من محافظات الجمهورية في ظلام دامس لساعات طوال .
هل يعقل يا عالم يا هو , هل يعقل ما يحدث لنا ونحن في الالفية الثالثة , اننا بحق نعيش في قمة المأساة الانسانية , ان ما نتعرض له في هذا الجزء من العالم المسمى اليمن بسبب انقطاع الكهرباء والماء لساعات وأيام وانعدام الخدمات الضرورية , الصحة , التعليم ,الصرف الصحي , النظافة , يعتبر من اشد الانتهاكات لحقوق الانسان , ان العالم اليوم من حولنا يتحدث عن الجيل الثالث من الحقوق الانسانية مثل الحق في البيئة النظيفة والحق في التنمية والحق في التضامن , بينما لم نتحصل نحن على حقوقنا الاساسية او ما تسمى بالجيل الاول من الحقوق وهو الحق في الحياة الكريمة .
اننا في اليمن نعاني صنوفاً وألوانا من الانتهاكات لحقوقنا ينبغي ان يدفع ثمنها من حكمونا خمسين عاماً في الشمال والجنوب , الذين عاشوا خمسون عاما يصمون اذاننا بإنجازاتهم الثورية , اي انجازات سحقا لهم , اي انجازات غير العبث والسلب والنهب لمقدرات وطن ملئ بالخيرات , على مر التاريخ عاش اليمنيون اعزة ملوك على هذه الارض الى ان جاء هؤلاء الشرذمة ليحكمونا على حين غفلة من الزمن , واستخفوا بناء خلال خمسين عاماً , ضحكوا علينا بمعسول الكلام وبالشعارات الجوفاء بينما كدسوا خيرات البلاد في حساباتهم الخاصة في بنوك اوروبا والخليج , ليسلمونا بعد خمسين عاماً وطن ملئ بالجراح , اسف لم يسلمونا بل انتزعنا منهم وطن يئن من كثرة جراحه مثخن باللام , في كل ركن فيه افتعلوا جريمة واغمدوا خنجرا مسموماً .
والمضحك المبكي انهم بعد كل جرائمهم هذه لا زالوا يطمعون في حكمنا من جديد ولا يريدوا ان يتركونا لشاننا , لا يريدون لنا حتى ان نحلم بوطن سعيد ربما ينعم فيه اولادنا بما حرمونا منه طوال الخمسين عاما , احدهم لا زال يحلم بالعودة وهو ينشر الفوضى هنا وهناك مستخدما بيادقه المأجورة المؤتمرة بأمر العائلة , والأخر يدير المؤامرات من لبنان يتلذذ وهو يرى الدماء والأشلاء المدفوعة الثمن بأموال مدنسة , ينتشي حتى الثمالة وهو يرى الغوغاء يرفعون صوره في الساحات , حالماً ان يعود ليمتص ما تبقى من دماء الوطن .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها