المتحجرون السياسيون!!
إذا كان العالم كله يتغير باستمرار فإن الأشخاص أيضا حتما لابد أن يعتريهم التغيير بما يواكب التغيير العام على أن يكون ذلك التغيير نحو الأفضل لا الأسوأ، ولعلنا في المشهد السياسي اليمني لم نشخص بعد تشخيصا دقيقا في هذا الإطار من يتعاطون السياسة في اليمن أو من يصنعون القرار السياسي على معيار التغيير الشخصي الايجابي ، وحتما سنجد أن البعض يفقه واقعه فيُلزم نفسه بالتغيير بينما هناك أشخاصٌ آخرون توقف نموهم السياسي عند مرحلة معينة من المراحل حيث تصوراتهم ورؤاهم ومصطلحاتهم وشعاراتهم كماهي دون تغيير ، ومازال ذلك البعض يحن لمرحلته وماضيه ضاربا عرض الحائط بكل المتغيرات حوله ، إن هؤلاء هم أحد أسباب مشكلاتنا السياسية حيث يصعُب إقناعهم بعملية التغيير وبحسب المثل الشعبي يظلون متمسكين ب(حبتي أو الديك )،هذا التحجر السياسي جنى علينا كثيرا كيمنيين حيث كان هو سبب التباينات والحروب والفتن المتلاحقة حتى اليوم ، فخلال عقود مضت كانت الشعارات و المصطلحات المستوردة هي المتسيدة على عقول وأفئدة من يُستهدفون بها حتى كأنها السحر أو المعتقد المقدس و الأوحد الذي لا يجب أن يُخالف ، وظل البعض يزايد بتلك الشعارات و المصطلحات التي يراها أنها عين التقدم .. ويحكى في هذا الصدد أنه وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي وعند افتتاح إحدى الطرق الجبلية في يافع أقيم مهرجانٌ حاشد بالمناسبة خطب حينها المسؤول التقدمي ومن ضمن ما قاله : اليوم وبافتتاحنا لهذه الطريق قصمنا ظهر البرجوازية الرجعية والإمبريالية العالمية و.و. وهناك في أحد جوانب المهرجان قال أحد كبار السن ممن كان يؤجر حمارا له بنقل البضائع للناس مقابل أجر زهيد ، والله لن يقصف ظهر أحد سوى ظهري وظهر حماري ..
للأسف في المشهد اليمني اليوم هناك سياسيون في حالة تحجر دائم ومازالوا يلوكون تلك المصطلحات والشعارات وإن بنسب متفاوتة وتعديل طفيف، يحلمون بخيالات ماضوية بذلك العهد الشعاراتي.. وكأنهم لم يروا ولم يلمسواالمتغيرات في العالم كله !! تحجر ٌ شبيه بمرض السرطان ليس له حلا إلا الاستئصال كي يتعافى الجسم وأعني بالاستئصال هنا هو إعفاء المتحجرين من أماكن صنع القرار السياسي تماما وإبعادهم عن دور اللاعب السياسي الهام في المشهد السياسي وعندها سنرى أننا حققنا كثيرا من التوافق وكثيرا من الهدوء النسبي وكثيرا من الوئام وبعدنا كثيراعن الحقد والكراهية والخصام.!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها