الأحد 21 أبريل 2013 12:44 مساءً
رفع الخيام ...والتحدي الأكبر
الثوار الذين نهضوا وثاروا وبددوا ظلمات الاستبداد وأنهوا عهود الظلم والطغيان ، فصنعوا أعظم معجزة وخلقوا أثمن فرصة للإصلاح والتغير، هؤلاء الثوار ينتظرهم اليوم التحدي الأكبر.
إذ أن إسقاط الطغاة وإزالة الفاسدين لا يعني أن الثورة حققت جميع أهدافها أو وصلت للنهاية ، بل أن هناك الكثير والكثير يرجى انجازه وتحقيقه .
لقد رفعت الخيام من الساحات وتعالت الأصوات تدعو الثوار والأحرار لثورة جديدة هدفها البناء،
واستثمار الطاقات والجهود للنهوض بالوطن والدفع بعجلة التطوير والتنمية .
لكن تلك الدعوات برفع الخيام أو مغادرة الميادين لا تعني بتاتا انتهاء العمل الثوري فالثائرون مستمرون وبإصرار حتى يتم تحقيق كافة مطالبهم وطموحاتهم الوطنية ، إنما تعني هذه الدعوات الانتقال بالعمل من الساحة الصغيرة ساحة التغير إلى الساحة الكبيرة ساحة الوطن فاليمن كله أصبح ساحة للتغير والحرية والبناء.
لقد استطاع اليمنيون لأكثر من عامين الصمود والمرابطة في ميادين الحرية منادين بإسقاط النظام و إزالة الفساد ورغم كل محاولات الالتفاف على ثورتهم وإجهاضها إلا أن النصر كان حليف الشعب .
اليمن اليوم يحتاج لجهد أكبر من المبذول أثناء الثورة لأن السواعد التي ارتفعت والحناجر التي هتفت والأصوات التي تعالت مطالبة بالتغير والتطهير جاء وقتها لتشيد وتبني وتصنع المستقبل المشرق المنشود.
برفع الخيام يبدءا الثوار عهدا جديدا عنوانه بناء الدولة الحديثة ومؤسساتها على أسس وطنية ودستورية سليمة وصحيحة ،عهدا يستدعي تكاتف وتضافر جهود كل اليمنيين بمختلف أطيافهم وتياراتهم دون استثناء .
لقد ذكرتني دعوات مغادرة الساحات ورفع الخيام بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعد عودته من إحدى الغزوات عدنا من الجهاد الأصغر وبقي لنا الجهاد الأكبر أو كم قال عليه الصلاة والسلام .
كذلك انتهى اليمنيون من المرحلة الصغرى في ثورتهم مرحلة إسقاط النظام السابق وبقي لهم المرحلة الكبرى والأهم مرحلة بناء اليمن .
في ختام حديثي هذا لا يفوتني أن أتقدم بالتحية والتقدير لثوار عدن على موقفهم الثوري الشجاع والداعي للاستمرار في صلواتهم في ساحة الحرية حتى يتم حل القضية الجنوبية حلا نهائيا عادلا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها