أنقذوا المستهلك
كارثة بل هي الكارثة بعينها ما يجري بحق لقمة غذاء المواطن في هذه المحافظة من إهمال و لامبالاة بالمسؤولية اتجاه ما يصنع ويستورد من مواد غذائية ومياه فيها من السمية و المواد الضارة المسرطنة ما لا تتحمله صحة ويعتمد عليها المستهلك بشكل كامل في قوته اليومي.
أصبحت حضرموت وبلا فخر رائدة في الإصابة بالسرطان و الأمراض الخبيثة بفضل أسباب وخصائص أهمها غياب الرقابة و الجهات الضابطة وتجاهل المسئولين عن صحة ونظافة المواد الغذائية المقدمة للمواطن وكأن الأسعار الكافرة لا تكفه مرضاً حتى آل الأمر إلى هذا الحال السيئ و المستمر في التردي دون رادع.
حضرنا قبل فترة حلقة نقاش نظمها المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية بالمكلا بمشاركة الكثير من الأطراف المعنية بالرقابة و الفحص و الضبط من السلطة المحلية بالمحافظة و المديرية و هيئة المواصفات و المعايير و مؤسسة المياه وكتب الصناعة و الأشغال العامة و المركز الوطني للفحص و كلية البيئة بالجامعة وجمعية معامل المياه وغيرهم واستمعنا لعينات مما تعاني منه المواد الغذائية و المياه من إهمال في المواصفات وسمية عالية في المحتويات و سوء التعامل معها في التصنيع و التخزين حتى تصل للمستهلك وقد استهلك كل ما يصلح للاستهلاك البشري عارضة الجهات المسئولة عنها لوجه الحائط كل معايير السلامة و الحرص على صحة وسلامة المواطن. لقد استمعنا لفضائع وجرائم ترتكب ومآسي تشمئز منها الأبدان وتسد الأنفس لأي غذاء بعد ذلك كيف لا وكل ما نشتريه من غذاء مصنع محليا او مستورد لا يخضع للفحص و المراقبة الدقيقة وان وجد منها القليل فليس هناك من يردع الضار منها ويصادرها قبل أن تصل لأيادينا وبطوننا كبارا وأطفالا.
فهل تصدق أن بعض الخضروات و الفواكه يستخدم فيها مواد ومبيدات محرمة لرخصها لايمكن إزالتها من الثمرة حتى بالغسل لأنها تتغلغل لأنسجة الثمرة. هل تصدق استخدام كربونات لحام الحديد كمواد لتسريع إنضاج الثمار. وهل تصدق أن مصانع مواد غذائية تعمل وتبيع منتجاتها التي اثبت عدم صلاحيتها للاستهلاك. وهل تعلم أن بعض سائقي سيارات توزيع المياه المسماة بالصحية يقومون بالتعبئة من المياه العادية ويبيعونها على أنها صحية وأن معامل المياه لا تخضع تقريبا لأي رقابة او فحص دوري ولا إخضاع للالتزام بالمواصفات و الاشتراطات بوسائل الصحة و السلامة المهنية وعمالها بعيدين عن الفحص الطبي. وهل تصدق أن منتجات ثبت فسادها بالفحوصات الرسمية يتم إنزالها إلى الأسواق ليس بتجاهل بل بقرار من سلطات عليا وجهات مسئولة وهل تصدق أن ما ينتج في مصانعنا ويصدر للخارج مطابق للمواصفات و المعاير الصحية لحد كبير ويتم فحصة ومطابقته ليحصل على شهادة تجيز صلاحيته في بلد الاستهلاك وما يعرض في أسواقنا المحلية لا علاقة له بذلك ويجعل الخطورة الأساسية من منتجات البلد. وهل تصدق أن الجهات المعنية بالمواصفات ومعاير البضائع لم تفحص سوى بضع عينات من منتجات خلال أشهر بل أعوام. وهل تصدق غياب الدور الفاعل لمنظمات حماية المستهلك في المحافظة وهي من البديهيات المدافعة عنه في العالم بعد غياب دور أجهزة الرقابة الرسمية. وهل تصدق أن نتائج فحص عينات من مياه الشرب في بعض المناطق أظهرت كثير من الشوائب وأبرزت وجود تلوث يندر بمخاطر صحية على المواطن وهل تصدق وجود بضائع وصلت درجة السمية فيها ل 95% و المفترض لايتجاوز35% واقل. وهل تصدق وهل تصدق وهل تصدق.
الجهد الذي يبذله المركز الوطني للمختبرات في هذا الجانب جهد يشكر له و يحسب لقيادته الممثلة في مديره الدكتور حاج باشعيب فما يتعرض له طعامنا وشرابنا من ملوثات وإهمال يتطلب وقفة جادة ومسئولة من جميع الأطراف و أولها الجهات الرسمية في تفعيل دور جهات الرقابة و الفحص و الضبط بعيدا عن أقوال الاجتماعات الشكلية التي لاتسمن و لا تغني من مرض لحماية صحة المستهلك وتجنبيه ما انتشر من سرطانات و أمراض خبيثة لم يعرفها الإنسان الحضرمي من قبل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها