الجمعة 08 أبريل 2022 02:54 صباحاً
مهندسو مشاورات الرياض !
يمضي أصحاب المشاريع الواضحة بخطى واثقة نحو تحقيق غاياتهم التي آمنوا بها، غير آبهين بعثرات الطريق التي قد تظهر فجأةً هنا أو هناك.
فصاحب القضية يؤمن بأن الوقت المناسب لتجسيد ملامح قضيته على الواقع سيأتي لا محالة؛ لهذا يمضي في طريق هدفه بطرقٍ وسبلٍ شتى قد لا تظهر تفاصيلها للعيان، بقدر ما تتأكد نتائجها لاحقًا حين يقطف حصادها.
ولا غرابة في الأمر، لو أدركنا أن هذه الأساليب هي ديدن "العاملون بصمت" في سبيل غاياتهم التي نذروا لها جل أوقاتهم وجهودهم، بل وحتى أنفسهم وما زالوا على ذلك.
ولعل ما خرجت به المشاورات اليمنية - اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، فجر اليوم الأربعاء، وتشكيل مجلس رئاسي مهدّت له جلسات "ماراثونية" خلال الأيام الماضية، لم يأتِ مصادفة أو وليد اللحظة، بل كانت نتيجة عملٍ يجهل كثيرون أصحابه.
قد يكون ما تمخضت عنه المشاورات مسنودًا برغبة خليجية وحرص من التحالف العربي على لمّ شمل المكونات اليمنية وتوحيد طاقاتها لمواجهة المليشيات الحوثية، لكن ثمة "جنود مجهولين" وراء عمل جبار كهذا.
هؤلاء الجنود المجهولين هم "المهندسون الحقيقيون" لمشاورات السلام اليمنية - اليمنية في الرياض، والتي بدأت وسارت وانتهت بزخم يحمل نَفَس "مخرجات الحوار الوطني الشامل" ونكهته الخاصة، وتجلى ذلك في تشكيلة المجلس الرئاسي اليمني، الذي منح تمثيلًا يكاد يكون أقرب لأقاليم الدولة الاتحادية
وحتى لا نطيل كشف اللثام عن الفاعلين الأساسيين ومهندسي مشاورات الرياض ومخرجاتها، علينا أن نستذكر جهود وزير الدولة لشئون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، في حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وهو الوزير الشاب ياسر الرعيني، الذي كانت له مشاريع لجمع ولم شمل المكونات اليمنية في مؤتمر جامع، شبيهة جدًا بما يجري اليوم من مشاورات في الرياض، إن لم تكن هي ذاتها.
وليس في الأمر أية مبالغة لو قلنا إن مشاورات الرياض اليوم ومخرجاتها، وأبرزها المجلس الرئاسي، لم تكن سوى نتائج وحصاد جهود هذا الوزير الشاب ياسر الرعيني، والذي أسس عبر مدير إدارة المشاركة المجتمعية في وزارة الحوار الوطني ورئيس الدائرة السياسية في مجلس الحراك الجنوبي، السياسي الشاب أيمن الحداد، ثقافة مجتمعية قائمة على الانفتاح على الآخرين واستيعابهم، كأساس وركيزة مهمة نحو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
هاذان الجنديَين المجهوليَن، هما بحق مهندسي مشاورات الرياض، التي لم تكن وليدة التطورات السياسية الدولية والمحلية وحسب، ولكنها كانت نتيجة رؤية وتخطيط مسبق من الرعيني والحداد، بدأ قبل نحو 4 سنوات.
ففكرة المشاورات ترجع إلى العاشر من أغسطس/آب 2018، وهو ما أكدته الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، دلال فتحي علي، حيث أوردت المعلومة في حينها قبل أربعة أعوام من الآن، عبر منشور على صفحتها الشخصية.
تقول دلال في منشورها الذي يعود تاريخه إلى 10 أغسطس/آب 2018، إن أحمد عبيد بن دغر (رئيس الوزراء) حينها، قد تم إطلاعه من قبل وزارة شؤون تنفيذ مخرجات الحوار التي كانت تحت إدارة (ياسر الرعيني) على الترتيبات التي تجري مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لعمل مؤتمر يستهدف تكريس المرجعيات الثلاث، وبالذات مخرجات الحوار الوطني وفرضها على كافة القوى السياسية وتأكيد الالتزام بها في عملية السلام.
ومن خلال هذه التغريدة يتبين أن المهندس الأساسي لهذا المؤتمر هو ياسر الرعيني الوزير السابق لشؤون الحوار الوطني، والذي يشغل أيضًا صفة الأمين العام للمنسقية العامة لشباب الثورة.
الوزير الرعيني كان يعمل على الأرض عبر الإدارات المتخصصة في وزارته، ومنها إدارة المشاركة المجتمعية، ومديرها الشاب أيمن الحداد، الذي كانت لتحركاته المرتبطة بالرعيني أثرًا قويًا، استطاعا من خلالها صنع سياسية يمنية جديدة من خلال التهيئة السياسية التي قام بها الرعيني والميدانية التي قام بها الحداد، وأبرزها الندوات النقاشية التي أدارها هذا الأخير بين عدن وحضرموت وشبوة والقاهرة بين مختلف القوى السياسية.
ورغم الهجمات الإعلامية التي تعرض لها كل من الرعيني، من المواقع الإخبارية في عدن بسبب نشاطه، إلا أن كل ذلك لم يمنع من تجسيد أهداف وقيم وروح مخرجات الحوار الوطني، رغم ما مرّ به من ظروف منعته من تحقيقها أول الأمر، ونجح في نهايته، والأعمال بخواتيمها.
وهنا تتجلى مدى أهمية الإيمان بالقضية التي يحملها كل منا، وضرورة المضي لتجسيدها مهما كانت الظروف، خاصةً إذا كانت قضية وطنية، تؤسس لحياة أفضل ويمن جديد، عندها حتمًا ستصل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها