الأحد 20 مارس 2022 12:19 صباحاً
مشورة لأصحاب المشاورات
المشاورات التي يجري الإعداد لها في الرياض للخروج باتفاق جديد بين الأطراف اليمنية والتي سيدعى لها حتى الحوثي، مشاورات لن يلتزم بنتائجها الحوثي وإن كان المتوقع حتى الآن أن لا يشارك فيها أصلا، فالحوثيون يقولون إن الرياض طرف في الصراع وليست طرفا محايدا، ويقولون أيضا إنه لا تفاوض مع الشرعية والتحالف إلا بعد تحرير عسير ونجران وجيزان!
بالطبع يريدون من هذا "النخيط" التغطية عن هدفهم الحالي، وهو المراهنة على إحراز أي تقدم عسكري نحو مارب، أما تحرير عسير ونجران وجيزان فهذه أماني يخططون لها للمستقبل في حال استطاعوا ترسيخ حكمهم الكهنوتي ولا معنى للحديث عنها الآن.
فإذا كان الحوثة يرفضون التفاوض مع الشرعية إلا بعد أن تسقط محافظة مأرب في أيديهم، فمن باب أولى أن ترفض الشرعية أي تفاوض مع الحوثي إلا بعد أن تحرر العاصمة صنعاء والحديدة وتبسط سيطرتها عليهما وتعود لإدارة المناطق المحررة من العاصمة صنعاء.
من العار أن تبقى العاصمة صنعاء عاصمة للانقلاب بينما السلطة الشرعية والمعترف بها دوليا بلا عاصمة منذ سبع سنوات.
بقاء العاصمة اليمنية صنعاء كل هذه السنوات بيد جماعة الحوثي الإرهابية، جعل هذه الجماعة تتعامل مع الشرعية والتحالف بندية مخزية، كما جعل من الحوثيين سلطة وإن كانت غير شرعية، وتحرير العاصمة صنعاء والحديدة كفيل بجعل هذه الجماعة مليشيا متمردة في الجبال والمناطق النائية، سيكون من السهل بعدها التعامل معها وملاحقتها في كل شبر من أرض الوطن والقضاء عليه.
إن المعركة التي لا تتوجه صوب العاصمة لتحريرها معركة تفتقد للجدية ، وغير مجدية إن لم نقل معركة خاسرة، تطول معها معاناة الناس وتكون الخسائر فيها فادحة، وقد يعطي بقاء الإقلابيين مسيطرين عليها مدة طويلة شرعية ذهنية في عقول الناس وإن كانت غير شرعية!
فإذا كانت الشرعية ومعها التحالف العربي جادون في إنها الحرب سياسيا أو عسكريا عليهم أولا إعادة النظر في سير المعارك على الأرض وإعادة توجيهها صوب الأهداف التي يمكن أن تركع الحوثي إما سياسيا أو تهزمه عسكريا، ولن تكون المعركة ذات جدوى مالم تكن باتجاه العاصمة صنعاء وتحريرها وكذلك تحرير الحديدة ليعود الحوثي.
صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية ولا يمكن بحال من الأحوال أن تستمر عاصمة للإنقلاب الحوثي، وحتى تعود الدولة ويسقط الإنقلاب وتنتهي الحرب "لابد من صنعاء ولو طال السفر".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها