الثلاثاء 01 فبراير 2022 09:56 مساءً
لن أنساك
نحاول أن نلهي أنفسنا عن مصابنا بك، نذهب للعمل، نخالط الزملاء، نجلس مع الأصدقاء، إلا أن قلوبنا معلقة بك بكل تفاصيل ذكرياتنا معك.
تبكي قلوبنا وجعا عليك، فنحس دموعها تسيل دواخلنا، تبللنا من الداخل، تجرفنا وتعمق الجراح فينا أكثر.
أبتهت كلما تذكرت أنني لن ألتقي بك في الدنيا، وأنك لن تستقبليني مرة أخرى كما كنتي تفعلين دائما، ولن اسمع صوتك مرحبة بي..فقد كنت يا عمتي فراشة البيت والوادي، تملأين القلوب والأمكنة.
اسرح في التفكير بعيدا عن رحيلك، افتح للعقل والقلب مواضيع أخرى، فتردني الفاجعة إلى الرسالة الأولى " أمي ماتت " فأعود مجددا إلى جو الرحيل الذي غيبك عني، وانا بعيد عنك منذ أكثر من خمس سنوات، لم أتمكن من زيارتك لا في مرضك ولا عند وفاتك، بسبب الحرب والحصار الذي تعيشه تعز وتعيشه البلد!
تأخرت في الكتابة عنك، وهذا ليس جفاء مني أو تنكر لأي جميل فعلتيه معي، ولكن رحمة بولدك الدكتور نشوان الذي لم يفارق الحزن قلبه منذ رحيلك وهو يعيش في بلاد الغربة بعيدا عنك. وكذلك ولدك صلاح الذي آثر البقاء معك على الدراسة خارج البلد والذي لم تغيبي عنه أو يغب عنك يوما واحداً.
كم سيكون الإتصال موحش عندما نتصل بالأخ صلاح ولا نسمع صوتك، صوتك الذي كان يملأ البيت بهجة وسعادة وأصبح الآن منه فارغا.
عندما كنت اتصل بالأخ صلاح ولم يكن هناك من هو قريب من الجوال ويتأخر الرد، كنت أعرف أنك أنت من سيأتي ويرد عليّ. أعرف ذلك من تكرار هذا الموقف. فمن سيرد عليّ بعد الآن يا عمتي؟
أتذكر السنوات التي عشتها معكم بعد وفاة عمي رحمة الله عليه، أتذكرها وأقلب أيامها كأوراق مذكرات كتبناها سويا بمداد المحبة والألفة.
تلك السنوات كانت أحلى سنوات العمر، كانت كذلك لما منحتيها من الصفاء والنقاء والطيبة والكرم كأبهى ما تميز بها قلبك الطيب.
أتذكرها وأتذكر قادم الأيام كيف ستكون بدونك!
فكل شئ يا عمتي سيذكرنا بك، إذا اتصلت، إذا عدنا إلى القرية، إذا سمعت صوت الدكتور نشوان أو دكتور المستقبل صلاح كما كنت تحلمين أن يكون، وسيكون إن شاء الله، سيذكرني بك زوجتي وأولادي وحفيدك الحبيب عبدالملك، سيذكرني بك كل أحفادك وكل ما له صلة بك.
وأخيرا يا عمتي..
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
أستودعك ربا رحيما أرحم بك منا
وأرأف بك منا وأولى بك منا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها