الجمعة 12 نوفمبر 2021 11:40 مساءً
غباء (الانتقالي) وأكذوبة التفويض وتمثيل الجنوب
في احدى النقاشات مع ناشط انتقالي فيسبوكي حول رفض المبعوث الأمريكي لقاء اي من مسؤولي الانتقالي، قال الناشط: الأهم هو لقاء المبعوث الأممي والذي يمثل الدول الخمس الكبرى.اجابه أحدهم: لوكان كما قلت، فلماذا عين الامريكان مبعوثا خاصا بهم إلى اليمن؟.
حين قال (جوبلز ) وزير الدعايا النازية: "أعطني إعلامًا بلا ضمير، أُعطِك شعبًا بلا وعي"، لم يكن يتصور أن يكون هناك إعلامًا بلا عقل يفخر بغبائه لينفي عن نفسه تهمة النفاق.
بحسب محمد توفيق مؤلف كتاب (الغباء السياسي)يُمكن تعريف (الغبي سياسيًا) بأنه: الشخص المغرور برأيه والرافض لقبول النصيحة، علاوة على أنه غير قادر على تسيير أمور الناس ورعاية مصالحهم؛ لعدم إلمامه بكل شيء يجري حوله، مما يترتب عليه قيامه بتصرف يتسم بالغباء، بينما يظن هو أنه الخيار الأفضل.
هذا التعريف ينطبق حرفيا على أداء المجلس الانتقالي وقياداته بالنظر إلى المأزق الذي يعيشه المجلس حاليا داخليا وخارجيا.
ثلاث أحداث شهدها الأسبوع المنصرم كشفت جليا حجم ذلك المأزق واسقطت معها اكذوبة التفويض الشعبي واحتكار تمثيل الجنوب في أي مشاورات قادمة تخص مستقبل اليمن.
أكذوبة التفويض واحتكار التمثيل التي لطالما رددها قيادات الانتقالي لإقناعنا بشرعية المجلس، انتهت فور إعلان حالة الطوارئ لمواجهة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها عدن على مدى شهر سبتمبر الماضي، و أدت إلى سقوط اول شهيد وهو الشاب زياد زاهر رحمه الله.
اعلان حالة الطوارئ لمواجهة احتجاجات شعبية تكشف زيف التفويض الشعبي، اذ كيف يلجأ من فوضه الشعب بحسب زعمه إلى عسكرة المدينة لقمع من يدعي أنهم فوضوه!!
هذه المقدمة لابد منها لتثبيت السردية التاريخية و الحفاظ على مسلسل الأحداث من الكذب والتضليل.
لكن دعونا من كل هذا ..فعلى مدى الأسبوع المنصرم شهدت معاقل المجلس الانتقالي في مديريات ردفان ومحافظة الضالع تظاهرات حاشدة كسرت حالة الطوارئ المعلنة من قبل الانتقالي وهتفت برحيله وهو ما يؤكد أن كرة الثلج قد تدحرجت ولن يوقفها أحد.التظاهرات تعتبر اعلان عصيان ورفض لسياسات الانتقالي الفاشلة.
قالت ردفان والضالع ما قمعت لأجله عدن وان كان تعامل الانتقالي بمكيالين تجاه التظاهرات يعكس عنصرية نتنة تجاه أبناء عدن، ففي حين لجأ إلى قمعها في عدن وقتل المتظاهرين السلميين، فإنه يسمح للمتظاهرين في الضالع وردفان، لكن بالمجمل فالتظاهرات قالت كلمتها : لا انتقالي بعد اليوم.
تظاهرات عدن وردفان والضالع تحكي تحول خطير في دراماتيكية الأحداث في مناطق سيطرة الانتقالي لاسيما في معاقله التاريخية، وسقوط أكذوبة التفويض الشعبي التي يرددها لمحاولة إثبات شرعيته داخليا.
أما خارجيا فكانت الصفعة المدوية التي تلقاها الانتقالي من الامريكان والسعوديين، والتي ترجمها رفض المبعوث الأمريكي لوثر كينج لقاء اي من مسؤولي الانتقالي أثناء زيارته الاخيرة إلى عدن.
الرفض الأمريكي شكل عدم اعتراف بالمجلس الانتقالي وبالتالي عدم اعتراف به ممثلا عن الجنوب في أي مفاوضات دولية قادمة بشأن مستقبل اليمن.
إلى جانب لقاء مكونات جنوبية كثيرة بمسؤولين ودبلوماسيون غربيين بشكل شبه يومي فإن الانتقالي يعيش عزلة دولية بسبب عرقلته تنفيذ (اتفاق الرياض) النافذة الوحيدة الذي يعترف بها المجتمع الدولي للتعامل معه.
أما لقاءات بعثة الاتحاد الاوروبي والسفير البريطاني بمسؤولي الانتقالي فلا يمكن اعتبارها بمثابة اعتراف دولي بالانتقالي، فأغلب المسؤولين الغربيين الذين التقوا عيدروس الزبيدي جددوا التأكيد بتمسك بلدانهم بوحدة وأمن واستقرار اليمن وأهمية تنفيذ اتفاق الرياض.إنها فقط لقاءات للإملاء وإبلاغ الانتقالي بما يجب أن يقوم به.
وبالنسبة للمبعوث الأممي فلا يمكن اعتبار لقاءه إضفاء للشرعية، لأنه ببساطة يلتقي جميع الأطراف بمافيهم الانقلابيين الحوثيين.
التفويض الشعبي أصبح كذبة منتهية الصلاحية واحتكار تمثيل الجنوب أصبح نكتة ساذجة و مثيرة للسخرية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها