الأمل للشعب والمجد لليمن
بعد صدور قرارات الهيكلة تكون اليمن قد دخلت عهدا جديدا من بناء الجيش الوطني الذي شكل عائقا كبيرا أمام بناء الدولة اليمنية خلال العقود الماضية، دافعة بالقوى المتصارعة ورموزها خارج ملعب القوات المسلحة بما يمكن القيادة السياسية من العمل بروح عالية وحالة من راحة البال لإعادة توحيد وهيكلة الجيش على أسس سليمة بعد استيعاب كل المبعدين والمقصيين من الجيش والأمن منذ ما بعد صيف 94.
نتطلع إلى جيش وطني لليمن كلّه من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه تحت قيادة وطنية واحدة ومجربة وها هي الفرصة قد جاءت لتزيح الركام على عقدين ونيف من الإخفاقات التي مرت بها التجربة اليمنية منذ تحقيق الوحدة العام 90 وكان عنوان هذه الإخفاقات الأبرز هو انقسام الجيش التي عانى بسببها شعبنا الكثير من الآلام ودفع الكثير من التضحيات شمالاً وجنوباً من أجل إعادة صياغة معادلة وطنية وضامنة جديدة.
الثورة اليوم تبدو وقد حققت الكثير من المنجزات في الطريق صوب بناء الدولة المنشودة ذات الجيش والأمن الوطنيين، وهما أهم مؤسستين ينبغي أن تعودان إلى كنف الدولة من أجل السير بخطى ثابتة وآمنة صوب مخرجات حقيقية للحوار الوطني ومن ثم الانتقال إلى بناء الدولة الجديدة.
لقد وضعت الثورة الشبابية اليمن على الطريق الصحيح، طريق الجيش الوطني والدولة الوطنية رغم كل التحدِّيات الكبيرة والجسيمة.
إن فكرة الثورة مُلهمة وعميقة تشبه التغيير العميق الذي تستهدفه داخل المجتمع برفع وعي الناس تجاه الدولة، والتغيير العميق في الفكر السياسي للنخب السياسية باتجاه الشروع في التأسيس لبناء الدولة التي انتظرها اليمنيون طويلاً.
لن تذهب تضحيات شعبنا اليمني أدراج الرياح، لن تذهب دماء الشهداء سدا ولو استدعى ذلك ثورات وثورات، المُهم هو إنجاز المشروع اليمني للتغيير الحضاري والمدني ولو على مراحل، وها هي ملامحه قد بدأت.
لم تكن قطعاً ثورة عبثية أو مجرد حالة غضب عابرة؛ إنها ثورة حقيقية، وعميقة تستهدف إعادة الأمل للشعب وتشييد مجداً جديداً لليمن، إنه حُلم ممتد وكبير، "إنها مستمرة".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها