المهندس صالح حليس.. بعضاً مما عرفته عنه
المهندس الزراعي، والأستاذ التربوي، والداعية والخطيب البليغ والفقيه العارف والمدرب الدولي صالح بن سالم حليس لقد عرفته في سبتمبر1984م بحديقة كلية ناصر للعلوم الزراعية بحوطة لحج جامعة عدن عندما بدأنا الدراسة بها عرفته مثابرا دراسيا جادا في إستغلال وقته مواظبا في اداء الصلاة جماعه في وقتها وناصحا لزملائه برفق منشدا ذا صوت رائع محب للقراءة ويشرك ويسمع من يجالس غيرة في نقاشات ما يقرأ محبا للترويح وقيام الرحلات الراجلة لمزارع الكلية أو رحلات صباحية لبساتين الحسيني مع طلاب الكلية
كان متفوقا في دراسته بقسم البساتين، وكنا نزورة أيام اجازه الخميس الجمعة بكريتر عدن فكان أماما للمسجد وواعظا به وملقي الدروس وطالب علم عند الشيخ عمر باكثير وعند الشيخ محمد عبدالرب جابر وآخرين ممن كانوا يتدارسوا كتاب البخاري ومسلم وعندما تمشي معه برجلك وترى هذا يسلم عليه وهذا يحييه من المارين وأصحاب الدكاكين شبابا وشيوخا ...وكم كنا نزورة الى بيت والدة المتواضع كانت أيام جميلة بماتحمل من قيم ،وتخرج ابن حليس مهندسا زراعيا وعمل بجول الريدة بمحافظة شبوة وكان من محبه أهلها له سلموة خطبة الجامع بالمنطقة ، وكانت زياراته لمدينة المكلا لاتنقطع وكان بيتنا بحي السلام مسكنه وكان يتخول حلقات القران الكريم ومدرسيها بالتوجيه ...وعاد ابن حليس الى عدن بعد اعلان الجمهورية اليمنية واستكمل دراسته في مجال تعليمي اخر غير الزراعة وأصبح مدربا مقتدرا ...وقبل ذلك أسس مع زملائة التجمع اليمني للإصلاح وتولى رئاسته لفترةوبقي تواصلنا معه حتى قبل وفاته حيث لقيته في احد مواسم الحج بمدينة جدة وهو مع وفد وزارة الاوقاف وسكنا معا وتذاكرنا أيام الدراسة ومابعدها وبقي تواصلنا بالرسائل حتى أتاني خبر أغتياله وانا قادما بالطائرة من جدة الى الرياض ونزل الخبر علي كالصاعقة ...هذه بعض من سيرة ومناقب ابو البراء التي عرفتها عنه فلماذا يغتال مثل هؤلاء الرجال الأفذاذ لانهم يحملون قيم يريدوا يورثوها للأجيال لأنه خطيب بليغ يحاكي عصره لأنه تربوي ناجح لان مدرب يورث مهارات وأعمال مؤسسية لماذا ......!!
رحم الله تعالى الأخ صالح بن سالم حليس أبو البراء وغفر له وتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وصبر أهله وتلاميذه ومحبيه على فراقه وعصم على قلوبهم اللهم آمين، وسيظل المهندس والاستاذ والمربي والخطيب والمدرب صالح بن سالم حليس في وجدان كل من عرفوه وستبقى القيم التي بذرها في عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة شاهدة له وعبقها تفوح منه رائحة عطرة ينهل منها كل المحبين والمتطلعين للعزة والكرامة والحرية والعدالة والله غالب على أمره.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها