الهولوكوست الشرقية "جدا"
في الغرب المتقدم "جدا" والمتحرر "جدا" والموضوعي "جدا"...كل هذه المتتاليات من الأوصاف العبقرية المتبوعة بـ"جدا" لم تصمد أمام خرافة "الهولوكوست".. بشكل مريع "جدا" إذ تسقط كل المسلمات العقلية عند نقاش هذه الخرافة التي لم تحدث فيما قبل التاريخ؛ بحيث طمرتها القرون المتلاحقة، وإنما حدثت أمام مئات ملايين البشر، ودونتها كل وسائل التدوين العصرية.. وحفظتها كل الوثائق التي لا تتواطأ على الكذب..
ومع كل هذا الوضوح الذي يجعلها واقعة محدودة؛ فإن "إرادة" مّا أحاطتها بهالة من القداسة تمنع أي باحث من التحدث عنها بطريقة بشرية تحاول استخدام مفردات العقل لوضعها في سياقها الطبيعي دون تهوين أو تهويل -كما نقول- بل وجرمت من يقول بغير ما تريد هذه "الإرادة" أن تقول..
إلى هنا يبدو الأمر كما لو كان مسلمة رضي بها الغرب العقلاني على حد قول العربي القديم "مكرها أخاك لا بطل" إذ تتراءى أغلال السجان الفضية أمام أي عقل يفكر بتغيير الرواية الأصلية لهذه الخرافة المعاصرة..
الذي يبدو غير مفهوم وغير مسوغ وغير مبرر وغير مدرك... هو أن توازيها خرافة أخرى لدينا في الشرق تتمثل في التعامل مع قضايا ما بات يعرف بالإسلام السياسي في أوساط الباحثين المتخصصين في دراسة هذه الظاهرة..
إذ قد تجد الكثير من المفكرين والكتاب والسياسيين... العقلانيين "جدا" والموضوعيين "جدا".. تجدهم إذا تحدثوا في أي أمر يحللونه بشكل منطقي ويتحدثون عنه بموضوعية تكاد تحس معها أنك في إحدى ضواحي المدينة الفاضلة.. وكل ما تسمعه يعزز لديك القناعة بأن التنوير بدأ للتو، وأن تأخرنا كان بالغلط، وأننا سنستأنف السير للحاق بركب العالم المتحضر عقب هذا الحديث مباشرة..
غير أن الدهشة تبدأ عندما يلوح في الأفق أي تناول لأي مفردة تتعلق بأية قضية يكون الحديث فيها عن الإسلاميين..
هنا ينتهي شهر العسل بين هؤلاء الجهابذة وبين الإنصاف والعقلانية والموضوعية "جدا" ويتلاشى للحد الذي تتمنى وتود وتحلم ببقاء ولو قدر ضئيل "جدا جدا" من تلك المفردات الجميلة!!
بقي أن نشير إلى أن تلك "الإرادة" التي تَأْطُرُ الغربيين على الكفر بآلهتهم العقلية معلومة "جدا جدا"..
بيد أن الإرادة التي تقف خلف أكل الكثير من مثقفينا لآلهتهم المُحَلّاة في مواجهة مرارة الحقائق المتعلقة بالإسلاميين غير معلومة ولا مفهومة ولا منطقية "جدا جدا جدا"!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها