الانتقالي باع القضية واشترى راحة قياداته
بعد 5 سنوات من الوهم اعتقد أنه حان وقت المصارحة لأنفسنا ولأبناء شعبنا في الجنوب، بل أؤكد أن هذه المصارحة تأخرت كثيراً وبسبب ذلك خسرنا الكثير أرواح ولحقت بالجنوب اضراراً كبيرة.
كنا نظن مجرد ظن أن قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي قيادات وطنية تسير وفق أهداف وطنية بحتة وأجندة تقدم مصلحة الجنوب على كل ما سواه، وربما أن ذلك كان من حسن نيتنا، وليس لتاريخ هذه القيادات، خاصة وأن أغلبها كانت وإلى وقت قريب إحدى أدوات نظام علي عبدالله صالح وأذرعه العسكرية والأمنية.
غير أن ظنوننا كانت سرابا وكانت تتبدد كلما اقتربنا من هذا اليوم الذي يجب أن نصارح فيه الجميع بأننا كنا نلاحق الوهم.
خمس سنوات اكتشفنا أننا نسير خلف قيادات الانتقالي من على شاكلة هاني بن بريك الذي يتقلب من موقف الى آخر في اليوم خمس مرات دون أن يرف له جفن وغيره من القيادات المرتهنة بشكل تام، وليس لديها أي اجندة وطنية، بل دمى تحركها أيادٍ لا تريد الجنوب إلا حديقة تستثمرها، ولا تريد لليمن كله إلا أن تسوده الحروب والصراعات التي تضعف جنوبه وشماله.
اكشفنا أن القيادات مجرد باحثون عن مصالحهم الخاصة واستثماراتهم وخلفهم لوبيهات نهب الأراضي والأموال العامة، وكل ذلك باسم الجنوب والقضية الجنوبية التي لم يضر بها أحد كما أضرها قادة الانتقالي، الذين سوقوا الوهم وليس بأيديهم سوى تنفيذ ما يطلبه الممول، وليذهب الجنوب إلى الجحيم.
والأسوأ أن 5 سنوات من وهم قيادات الانتقالي كانت مرحلة دموية أعادة ذكريات سيئة من الصراع الدامي الذي شهدته الجنوب تحت شعار "لا صوت يعلو فوق أصواتنا" قتلت فيه شخصيات جنوبية محترمة أغلبها أسهمت في معركة التحرير، وكل ذلك بسبب فساد وارتهان القادة الانتقاليين الذين بعضهم وللأسف يتسم بالتطرف سواء في ماضيه أو في حاضره.
أن نتصارح اليوم خيراً من المضي في هذا الطريق الذي لا نهاية له، فقادة الانتقالي بلا رؤية وبلا إرادة وهذا ما اتضح للجميع، وفوق ذلك فإنهم يسيرون في طريق العنف ضد أبناء الجنوب أنفسهم، ولنا عبرة من دروس الماضي إن لم نتعظ بها اليوم فإن قادة الانتقالي سيأخذوننا بعيداً في طريق الموت بلا رجعة، نسير والأعين مغمضة خلف قيادات عمياء، تؤمن بالعنف وتسير على الضد من الإرادة الشعبية للجنوب، حتى حلم الانفصال لن تحققه قيادة مرتهنة لا تمتلك قرارها ويتم توجيهها بالريموت كنترول من ابوظبي.
وحين نصر على السير خلف قيادات تقف على رأس مليشيات وترى في الجنوبي عدواً وغازياً فإننا ندمر الجنوب بأيدينا، خصوصاً حينما تأكدنا أن هذه القيادات لا تؤمن بالتعايش ولا بالتعددية ولا بالمظاهر السلمية.
بعد 5 سنوات من الوهم رأينا من يحبون الجنوب يعبرون عن مطالبهم ورؤاهم بحشود سلمية تعترف بالآخر وتطالبه بالحوار والتعايش، وتؤكد حرصها على الأمن والاستقرار، ولا ترى ابن الوطن عدواً كما أقنعنا هؤلاء.
رأينا خلال الأيام الماضية حشود كبيرة من أبناء الجنوب في إطار الائتلاف الوطني الجنوبي، وشهدنا حرصهم على سلامة وطنهم وفق أجندة تؤمن بالشرعية ومشروع الدولة الاتحادية ولهم الحق في اختيار ما يرونه ويقتنعون به، وحين راقبنا على مدى 5 سنوات سعي قادة الانتقالي للاثراء على حساب دماء الجنوبيين، رأينا ابن الجنوب أحمد العيسي يقدم من أمواله ويصرف من استثماراته ويخسر لصالح الجنوبيين بينما غيره يربح على حساب القضية، والفرق أن قادة الانتقالي طلاب مال ومناصب، وقادة الائتلاف أصحاب مواقف يضحون في سبيلها.
وحتى لا أطيل أؤكد أنني كنت من المطبلين للانتقالي والمنادين بالانفصال ولكني اليوم اعلن وبكل شجاعة أني كنت أعيش الوهم واستجر الاحقاد، ولقد اتضح لي جليا بما لا يدعو للشك أن المشروع الذي نادى به الانتقالي يقودنا للفوضى والنهب واستباحة الدماء والاراضي وتدمير الجنوب وقد أفسد الانتقالي خلال السنوات الماضية ما لم تعجز أجيال عن إصلاحه.
ومن هنا ادعو كل الجنوبيين وخصوصاً منهم من لا يزال واقعاً تحت تأثير شعارات الانتقالي الرنانة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، أن يراجعوا أنفسهم، فالوطن أغلى وأسمى من قادة منتفعون وشخصيات بلا إرادة ولا مسئولية تكشفت حقائقهم، وبين وطن يعيش فيه الجميع، وبين مشاريع دموية ومشروع الدولة الاتحادية الذي يضمن مستقبل أجيالنا بخير وسلام.
وأخيراً فإن 5 سنوات من أنشطة الانتقالي لم تقدم خدمة للجنوب بقدر ما أضرته ودمرته وجعلت المواطن في مدينة عدن يتطلع للأمن فقط، فإن الانتقالي لم يخدم غير مليشيا الحوثي والمشروع الإيراني، بكل الخطوات والممارسات التي أقدم عليها، فإن كان ذلك بعدم دراية فتلك مصيبة، وإن كان عن سبق إصرار فالمصيبة أعظم والجريمة أشد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها