حتى لاتنكسر اليمن
لا أصدق أن أسرا سورية تجوب شوارع وأحياء صنعاء طلبا للعون والمساعدة لا أصدق أن نخذل أهلنا الفارين الينا على هذا النحو نحن أهل النصرة والنجدة والكرم اللامحدود من العار أن تنكسر روح سوريا الباسلة في اليمن الجابر لكسور الأوطان مذ كان رغم مابه من شروخ وخصاصات يدميني آلا أرى اليمن حضنا وحصنا وملاذا للشام الجريحة والشريدة المخذولة من القريب والبعيد لسنا من يترك سوريا الثورة والفداء مكشوفة هنا وهناك تستجدي بإنكسار كسرة خبز وشربة ماء وأجرة مأوى بقلب اليمن لبشار أن يبتهج لهذا المآل ولنا أن نطأطئ رؤوسنا من شدة الخزي والفضيحة.
أين أنتم ياأهل اليمن ؟ إخوانكم بينكم لا أهل ولا وطن أين الجمعيات والمبادرات العابرة للحدود؟ ماجدوى البكاء على الشعب الذبيح هناك حين نسلمه بيننا للهوان وذلة السؤال؟
أين أهل البذل والعطاء أين حس الثورة والثوار أين صيحات الأخيار غير أصحاب المروءة والنخوة والكبرياء؟ اليمن لاتفعل هذا بأضيافها المثخنين لاتدع اللائذين بها للأرصفة والطرقات يسحلهم الجوع وتمرغ وجوههم الفاقة اليمن أحسن بكثير من أن تسئ استقبال اهلها على هذا النحو أصرخ في هذا الليل وبقلبي دمشق تائهة تطرق أبواب صنعاء مبللة بالدمع كل الدروب أصرخ وبروحي حلب الفيحاء متعثرة الخطى تجرجر أحزانها فى مدائن اليمن من سوق لسوق تمد الأكف إلى العابرين ياللقسوة سوريا الأبية الحرة الصامدة تجوع وتعرى في اليمن ؟
ثمة إجراءات رسمية ينبغي مراجعتها في هذه الظروف تتعلق بإقامة اخواننا السوريين ومنها دفع الغرامات اليومية في حال التأخر عن تجديد الإقامة واعرف عائلات تراكمت عليها هذه الرسوم بشكل يزيد من معاناتهم إلى حد الاختناق لا ندري ما الذي تقدمه حكومتنا لاستيعاب النازحين السوريين ؟وهل من منظمات دولية تعمل في اليمن لمساعدة هؤلاء؟
لا يكفي أن تسمح بلادنا بدخول أهلينا الهاربين من سوريا من المهم استيعابهم بما يليق بنا وبهم حتى وإن قصرت الجهود الرسمية فمازال الجهد الشعبي مكملا أساسيا في هكذا ظروف بل مازالت المبادرات المجتمعية تسبق في كثير من الإحيان ثمة مبادرات إغاثية وطبية سابقة عديدة انطلقت من اليمن في هذا الاتجاه وأعتقد أننا بحاجة لإطلاق حملة استضافة وطنية واسعة لأهلنا الوافدين الينا على أمل ورجاء، أنا واثق أننا لن نسلمهم للحاجة ولن نخذلهم بيننا بعدما عانوه ولاقوه من صنوف الخذلانان ليس لدي تصور محدد للتعامل مع هذه القضية كل ما لدي وجع حاد مؤرق وشعور عارم بالضياع يخيفني فقدان الحساسية الإنسانية سيما مع قضايا مصيرية يؤشر مستوى الإهتمام بها إلى منسوب الحياة وما بقي من الإنسان أثق أن آلامنا مهما بلغت لن تشوش علينا ولن تذهلنا عن احتضان إخواننا بكرامة وتقديم ما يواسيهم ويمنحهم بعض العزاء والقوة والإيمان.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها