"كورونا".. المتسلل خفية

زائر غير مرغوب فيه بعد أن أرسل لنا رسوله إلى حضرموت ليبلغنا عن قرب قدومه، يقتحم علينا عاصمتنا عدن ويكشف عن نفسه بعد أن تسلل إليها بصمت، ولا ندري أين يمكن أن يكشف عن نفسه مجدداً في ربوع اليمن، فقدرته على التسلل والانتشار مرعبة، بينما إمكانياتنا لاكتشافه متواضعة، وقدرتنا على التصريح بوجوده واهنة.

حظينا بفرصة كبيرة لترتيب استعدادات كثيرة والاستفادة من دروس وفيرة من دول وأنظمة صحية واجهت الوباء، لكننا أثبتنا لأنفسنا فشلنا في إدارة الأزمات، ومسؤولية ذلك ضالع فيها بشكل أساسي المجتمع الدولي وبصفة رئيسية الأمم المتحدة ومجلس أمنها الذي كرس الانقلابات باسم الواقع مما أفقد البلد استقراره..
الضيوف المزعجة من الأوبئة المتعددة قد حلت بدارنا اليمن قبل فيروس كورونا، من ضنك ومكرفس "سيكونغونيا" وقبلهم الملاريا، وسيقصم ظهر المواطن الزائر الثقيل المتوقع وهو بكتيريا الكوليرا، التي يخشى أن يكون تفشيها مسألة وقت.

نسأل الله أن يحفظ لنا ما تبقى من أمل في إمكانية السيطرة على الجائحة والأوبئة والحد من تفشيها، ويكشف عن اليمن البلاء وسائر البلاد.