لا زلت أبحث عن قصعتين بيرة!
المساطيل بايخلوني ألتمخ آخر عمري من شان أعرعر لعارهم وانا خارج التغطية مثلهم!
جالسين يستجروا صراعات الماضي، حقبة السبعينات والثمانينات والتسعينات، رافعين مظلومية عوراء تشوف بعين واحدة، لا ترى سوى مساوئ الآخرين، معطلين العين الأخرى التي سيرون بها مساوئ وجرائم أحزابهم التي نشأت وترعرعت على الإنقلابات والتصفيات وحمامات الدم!
المشكلة أن هذه الطواحين من الشباب، الشباب الذين يعول عليهم التجديد داخل أطر أحزابهم، تشوف الواحد منهم عاده بالعشرينيات من عمره، ويعيش في الألفية الثالثة لكنه غارق في صراعات السبعينات وهو لم يعاصر حتى حرب صيف ٩٤!
مشكلة قيادة الأحزاب المعمرة أنها لم تجيد الأخذ بيد هؤلاء الشباب إلى المستقبل ليصنعوه، وإنما سحبتهم إلى ماضي حقبتها فشخرة منها ليعيشوه! فصار الواحد منهم يتكلم كآخر العنقود لعجوز حملت بعد انقطاع كبير عن الحمل ولم يعد لديها ما تقوله له سوى تاريخها ومجدها الذي قضى عليه الشيخ فلان والرعوي فلان!
فتربى على الحقد والكراهية لأن الجميع في نظره أعداء وهم سبب بؤسه الذي يعيشه!
لا زالوا يعيشون الحرب الأفغانية وحرب المناطق الوسطى وحرب الإنفصال، ولا يكادون يذكرون الحرب الدائرة اليوم التي أشعلها تحالف الإنقلاب منتصف العقد الثاني للألفية الثالثة الذي نعيشه وندفع ثمنه الجميع من دمنا وقوتنا وحاضرنا ومستقبلنا!
لا مكان للآخر في قاموسهم الشمولي الذي حكموا به البلاد لعقود من الزمن، فالآخر في نظرهم مشكوك به وغير مأمون البتة، فهو دائما يقف أمام نزواتهم السياسية والعسكرية.
تتوزع قياداتهم بين انقلاب صنعاء وعدن وكذلك أعظائهم ومع ذلك فهم الساسة والقادة ورجال الدولة وغيرهم مليشيا ودراويش، لا يفقهون شيئاً في أمور السياسة والقيادة وإدارة الدولة.
جرمك الوحيد في نظرهم أنك دائما تقف مع الدولة بكامل ثقلك السياسي والإجتماعي والتنظيمي ومع الشرعية الدستورية سواء في حروب المناطق الوسطى أو في حرب الإنفصال وأخيراً في الحرب التي تخوضها الدولة اليوم لاستعادة الدولة والجمهورية وإسقاط الإنقلاب!
جرمك أنك لم تكن يوما مع أي انقلاب حدث في اليمن سواء في الشمال أو الجنوب والذي كانوا هم قاداته وأدواته في الحقبة التي تلت الثورتين سبتمبر وأكتوبر منذ أكثر من خمسين عاما الماضية.
يهاجمون كل من يقف مع الشرعية سواء كانوا أشخاص أو أحزاب أو منظمات أو قبائل، حتى الجيش الوطني لم يسلم من أسلحتهم وألسنتهم وأقلامهم!
فهم مثلاً لا يريدون محسن نائب الرئيس ولا المقدشي وزير الدفاع ولا العرادة محافظ مأرب ولا حمود المخلافي قائد المقاومة الشعبية بتعز!
فالرئيس هادي في نظرهم لا يحق له العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن لإدارة البلاد من الداخل، وكذلك محسن لا يحق له التدخل بشؤون تعز!
يهاجمونهم بشتى الوسائل بينما يتلطفون قادة الإنقلابين، يتوددون إلى بن بريك وعيدروس وأبو علي الحاكم ويترحمون على الملصي ولا يذكرون الشدادي.
أما الإصلاح وموقفهم منه فالكلام عنه يطول.
يودون لو أن لهم قوة للنيل منه، ويتحالفون مع كل قوة تحاربه، ولو كان ثمن ذلك الوطن والأرض التي يمشون عليها..!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها