نموذج من عدن!
في حضرة تعدد السلطات وغياب الدولة، تأتي الأحداث تباعا في عدن لتوضح حجم الكارثة التي تواجه عدن.
يسقط ضحايا الاشتباه بكورونا موتى أمام عتبات المستشفيات بعدن لترتفع الحصيلة إلى سبعة ضحايا ممن رفعت قضاياهم إلى الرأي العام، في ظل تعثر واضح ومستمر لكل مشاريع العزل الصحي الذي يجب أن يكون جاهزاً لاستقبال حالات الاشتباه والإصابة بكوفيد١٩ "كورونا".
وتأتي أرقام الإصابة بمرض المكرفس في عدن لتسجل أكثر ١٤٥ حالة خلال شهر، وتنتشر أمراض الملاريا والضنك، وتخلف العشرات من الضحايا خلال الفترة الماضية، ويجد المواطن نفسه وحيدا يواجه البلاء من كل صوب.
هذه النتائج وهذه الإحصائيات نموذج يكشف ظاهر البنية الخدماتية في عدن، فالخدمات تغيب بصورة روتينية، وتستمر معاناة المواطنين بكل الاتجاهات، فمن جهة أخرى يغيب الماء لعدة أيام وربما أسابيع في بعض المديريات، ويرتفع تعداد ساعات الانقطاع للكهرباء بشكل مستمر، وتتعدد الأوجاع بتعدد عناوين هذه الخدمات التي تمثل المصلحة المباشرة للمواطن.
تكشف هذه الأزمات جلياً معنى الدولة، وكم نحن بحاجة لهذا الكيان وهذا الظل، هذه الأمراض لا يمكن مواجهتها بالحزام الأمني ولا يمكن أن يكون حلها في يد "ألوية الدعم والإسناد"، وإنما نحتاج لحضور مؤسسات الدولة وشراكات حقيقية مع منظمات المجتمع المدني، وحضور حقيقي لشراكة مجتمعية واسعة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها