طه احمد غانم ... قائد وحلم مدينة !!
الاستاذ طه احمد غانم هو احدى الشخصيات السياسية المدنية الكبيرة التي تصدرت المشهد السياسي في النصف الاول من عقد التسعينات الفائت ، بعد تعيينه في نهاية يونيو ١٩٩٤م محافظا لمحافظة عدن ، وقد لقي تعينه صدى طيبا في عموم الوطن وفِي عدن على وجه الخصوص ، كون الرجل احد أبناء عدن ، تربى في حواريها ودرس في مدارسها وخدم لفترة طويلة في اجهزتها حيث كان محافظا لعدن في فترتين بعد الاستقلال الوطني عام ١٩٦٧ م
كان للرجل المولود عام ١٩٤٢م في حي الشيخ عثمان والدارس في احدى مؤسساتها التعليمية (كلية عدن) الق كبير كشخصية سياسية ومدنية تحتاجها المدينة في تلك الفترة الصعبة بعد حرب ٩٤،، فهو الرجل الذي شارك في أحداثها السياسية منذ سن مبكرة وهو في العشرينات من عمره في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني ، وهو الرجل الذي خدم في مؤسساتها التعليمية والاقتصادية وهو صاحب العلاقات الاجتماعية الواسعة في احياء المدينة وهو الرجل الخبير بكل ألوان التوجهات السياسية والملم بالخارطة الإدارية والامنية للمحافظة ٠
٠
كانت المدينة بعد ذلك الإعصار الذي ضربهافي عقودها السابقة بعد الاستقلال بحاجة الى الهدوء والاستقرار كأكثر مايكون للبدء في معالجة أوضاعها المتردية ، وقد كان الرجل خير عنوان لتلك المرحلة ٠ وكان قرار تعيينه احدى القرارات المهمة التي عملت على تهدئة الاوضاع ، للمكانة الخاصة التي يحضى بها الرجل ، وتحضى بها عدن على مستوى الوطن ، وكانت عدن في تلك الايام تبحث عن فرصة القرن لتلعب دورها الاقتصادي الريادي كمدينة ميناء تقع في قلب الخارطة العالمية ويحتاجها العالم اجمع ، كانت الفرصة الذهبية التي حرمت منها المدينة بعد الاستقلال الوطني تلوح في الأفق وعلى وجه الخصوص مع تعيين هذه الشخصية القيادية الكبيرة ، فقد كانت الامال تتوق الى مدينة اقتصادية تحقق حلم اليمنيين في الداخل والخارج بتجربة اقتصادية باهرة تتسيد فيها المدينة أقرانها في المنطقة باعتبارها اهم مدن الشرق الوسط في مزاياها الاستراتيجية كون موقعها الجغرافي الملاحي يربط قارات العالم من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب .
كانت الفرصة وقتها مؤاتية من عدة أوجه :
الاول : فرصة اعادة تشكل النظام السياسي الجديد في الجمهورية اليمنية بعد الوحدة بما يكفل وجود سلطات للدولة في إطار تشريعي وقانوني في ظل رقابة وتعددية سياسية وحرية اقتصادية .
الثاني: فرصة اعادة صياغة الدستور بما يكفل وضعا متميزا لهذه المدينة
الثالث : الإرادة الشعبية الجارفة لعيش تجربة اقتصادية رائدة
رابعا :اقبال القطاع الخاص لتوفير جوانب تمويلية مهمة لهذه التجربة
خامسا: الايدي العاملة الماهرة التي توفرت في السوق بسبب عودة المغتربين نتيجة غزو الكويت .
كانت عدن بحاجة الى إرادة دولة قوية لتقف مع هذا الرجل ليمضي بها في دروب النجاح وتحقيق حلمها ، وهي على مدخل قرن جديد ، ولكن الصراع السياسي استمر بنفس مذاقه المر المدمر ، وضاعت الفرصة وضاع الحلم مرة اخرى على هذه المدينة ، واليوم والمدينة غارقة في التيه والفوضى تدمر بنيتها وتنتهك قيمها ويعذب ابناؤها ، والعابثون بجهل والحاقدون بمكر يشبعون نزواتهم ، اليوم وفِي ذكرى رحيل هذا القائد ، علينا جميعا ونحن نترحم عليه ، ان نبحث عن طه غانم جديد يعيد للمدينة اعتبارها وللناس حقهم في الحياة ويحقق حلم أبناء المدينة وحلم القائد الراحل ٠
رحم الله المحافظ طه احمد غانم
وفك اسر عدن والوطن
م / وحيد رشيد
أبريل 2020
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها