أمي.. جميع أيامنا لك
هي الأصل الذي يبدأ منه وعليه اتكاء بناء كتلة الأسرة والمجتمع والدولة والوطن.. مُربية الأجيال الصاعدة..
الأمُّ كلمةٌ يحويها من الجمالِ ما لا يحوي غيرها معه، ولا يُضاهي في وصفها أمرٌ من الحياة آخرٌ نستطيعُ الارتكاز عليه غيرها..
هي سرُ الوجود الأعظم الذي رافقَ قلوبنا مُنذُ تلكَ النعومةِ التي كانت بأجسادنا، حتى قوي الجسد وأصبح قادراً على العطاءِ والإنتاج..
هي المنشأ لهذا الجسم الذي تكونت خلاياهُ من طعامها ومن دمها... هي التي تغفرُ وتبتسمُ وتُضحي وتفدي بروحها... إنها القلبُ الذي لا يخذل أبداً في حبه، إنها الحب الأسمى والقلب الأعذب والرحيق الأطيب..
الأمُّ هي وحدها التي لأجلها يُتغاضى عن هفواتي صرفاً ونحواً، رفعاً وخفضا، نصباً وتسكيناً، مدحاً ووصفاً، لا أشرِّعُ الخطأ ولكن ماذا أفعلُ عندما ينبعُ الكلامُ من أبعد من القلب والفكر..
أمي يا نعمة اللَّه ومِنته ورِضاه يأكل ما أودُّ أن أقوله ولا أعرف ولا أجدُه في معاجمِ الإبداع..
فمن كانت له أمٌ فليحفظ عهدها ولا يحزنها أبداََ فهي سرُّ الجنةِ في الآخرة وسرُّ الرحمة والحبّ في الدنيا...
أيا أُمي: في يوم عيدك... أقول إن كلَّ يومٍ في حياتنا هو يومُكِ وعيدُك، فإسلامنا يحثُنا أن نبرُّ بكِ طيلة أيام حياتكِ لا في يوم واحد فقط دون بقية الأيامِ!
ليس لكِ يومٌ محددٌ نتذكركِ فيه فأنت أكبرُ من كل يوم في السنة، جميع أيامنا لكِ منذُ أن أنجبتينا إلى أن ينتهي هذا الكون، فكلّ يومٍ في هذا الكونِ وأنت بخيرٍ يا أمي.. وما أصدق هذه الكلمات التي قيلت فيك:
الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا
أَعْـدَدْتَ شَعْبـاً طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا
بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ
الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى
شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفَـاق
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها