1000 يوم .. شموخ الرجال يا قطر
احتفلت قطرُ وشعبُها ومحبوها بمرور 1000 يومٍ على الحصار المشين الذي فرضته عليها دولُ الجوارِ والقربى ( الإمارات والسعودية ومصر والبحرين ) . حصارٌ جائرٌ أرادوا به كسرَ قطر اقتصاديا وتجميدها سياسيا وتفتيتها داخليا , وذلك حين أدركوا أنَّ قطرَ قد اختارت صفَ الحريةِ والبناءِ , وتأبى السيرَ معهم في مخططهم بمعية منظومةِ الشرِ العالميةِ . ولذا كان عليهم ضمان منع قطر عن التدخل بما يعرقل مشروعَهم الهادف لتدمير بنية الأوطان وجيوشها , وتمزيق نسيج الشعوب ووحدتها , خدمةً لأهداف استعمارية واقتصادية لم تعد تخفى على أحد . ولتبرير حصارهم ساقوا عدةَ تهمٍ نحو قطر , أولها أيقونة التبرير والإسقاط "الإرهاب ودعم الإرهاب " . اليوم بعد 1000 يوم , تتهاوى تلك التهمُ وتذروها رياحُ الواقع , ويتلبس المحاصرين ثوبُ الإجرامِ والإرهاب . 1000 يوم حققت فيها قطرُ أمجادا وحضورا قويا فاعلا على مختلف المستويات .
سياسيا : ـ تمكنت قطرُ بنهج الهدوء والحزمِ من احتواء أزمة الحصار ، وبكل شفافية بينت الحقائقَ المتعلقة بالأزمة للعالم أجمع ، متمسكةً باستقلالية قرارها السياسي في مواجهة الإملاءات ومحاولة فرض الوصاية عليها . لم يمنعِ الحصارُ أميرَ قطر من القيام بالعديد من الجولات الخارجية لتقوية علاقات بلاده الخارجية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً . فقد شارك في القمة العربية التنموية في بيروت ، والقمة العربية في تونس ، ومؤتمر ميونيخ للأمن ، وفي الجلسة الافتتاحية للمناقشة العامة للدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك . وعلى الصعيد الأمني الداخلي ، احتلت المركز الأول عالمياً من حيث الأمن والأمان ، وفقاً للتقرير السنوي العالمي لمؤشر الجريمة لعام 2019 , وذلك من بين 118 دولةً شملها التقييمُ , والمركز الأول في مجال الأنظمة الأمنية خلال المعرض الدولي للاختراعات بالشرق الأوسط بالكويت .
ـ اقتصاديا : يواصل اقتصادُها نموه بمعدلات تعتبر الأعلى في المنطقة ، وتم اعتماد الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2020، وهي الأعلى حجماً من حيث الإنفاق منذ خمس سنوات . وقدرت وزارة المالية القطرية إجمالي فائض موازنة العام الجاري بـ4.3 مليارات ريال (1.19 مليار دولار) بواقع إيرادات 211 مليار ريال (58 مليار دولار) , ونفقات 206.7 مليارات ريال (56.78 مليار دولار) . وحافظ الريالُ القطري على استقراره وقيمته ، برغم المحاولات الضارية للتسبب بانهياره . وشهدت قطر تطوراً في قطاع الطاقة معززا من متانة اقتصادها في سوق الغاز الطبيعي العالمي ، محققةً قفزة نوعية وكمية في إنتاج الغاز المسال وتصديره . وبكل ثقة تسير (قطر للبترول ) باتجاه العالمية ، مشاركة في الاستكشاف والإنتاج في 10 دول بأفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا . وتشهد قطر افتتاح أكثر من 800 شركة قطرية في مجال التصنيع الغذائي والخدمات والصناعات التحويلية .
ـ رياضيا : فوزُ منتخبها الوطني بكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم , وتتوج بكأس النخبة الآسيوية لكرة الطائرة . واستضافت بطولةَ العالم لألعاب القوى 2019 محققة المركز ال16 من بين 43 دولة . وضمن استعداداتها لكأس العالم 2022 ، دشنت إستادَ "الجنوب" بمدينة الوكرة ، الذي يُعد أول ملعب يُشيّد بالكامل ، والثاني في الجاهزية بعد إستاد خليفة الدولي . وتم افتتاح "مترو الدوحة" الذي يربط بين 5 ملاعب ، ويسهم في وصول مئات الآلاف من الجماهير لحضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد . وأنهت العام باستضافة "خليجي 24" ، لتجتمعَ كلُ دولِ الخليج في الدوحة لأول مرة منذ الحصار .
وعلى أرضها المباركةِ في 29 فبراير 2020, وفي حضور وزراء خارجية 50 دولةً , يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين طالبان والولايات المتحدة . وأكدت صحيفةُ الديلي تايمز أنَّ الدوحةَ أصبحت مركزا للمحادثات لإحلال السلام في الشرق الأوسط والعالم ، حيث تعد الاتفاقيةُ هي الأبرز لخفض العنف وإقرار السلام في أفغانستان , وللحوار بين الأفغان . هذه هي قطر المتهمة زورا وجورا بالإرهاب ودعم الإرهابيين , تصنع السلامَ وتنمي الحياةَ . وتحظى بتقدير العالم لمواقفها الإنسانية النبيلة .
اليوم بعد 1000 يوم .. أين قطرُ , وأين هم ؟. قطر تسعى لتحققَ السلامَ في المعمورة ولتنالَ الشعوبُ حياةً آمنة . بينما دول الحصار تجتهدُ لزرع الفتنِ وتأجيج الصراعات في البلدان , وخلق مليشيات مسلحة تنفذ مخططَها عبر التمرد المسلح والقتل والخطف , وإرهاب الخصم والحليف على حد سواء , وتشتيت الشعوب وبث النزاعات فيما بينها . قطر تتنقلُ هنا وهناك في وضح النهار علانيةً لتوافقَ بين وجهات النظر , وتحجمَ الشرَ وتدرأ الخطرَ عن المنطقة . بينما هم في دهاليز ظلماتهم السياسية يرسمون الخطط , ويوقعون الاتفاقات المشبوهة لكل ما من شأنه قلع السلم وتدمير الحياة وقهر الشعوب . قطر ومن واجبها الديني والعربي تدعم مكونات النضال المقدس المشروع ضد الظلم والاستعباد وتحرير الأمة من ضيم الاحتلال وقهر الرجال . بينما هم لا يخفون تواطئهم وتعاونهم مع أعداء الملة المحتلين , وقادة الفساد وأنظمة القمع والقهر . قطر توظف مستشاري النصح ممن يدلها على الصلاح والحكمة وردم الشر والخصام . بينما هم يؤجرون للمشورة كل من له باع طويلة في الفتن والخيانة والإجرام .
بعد 1000 يوم أو بعد 1000 شهر , لن يتغيرَ من فهم الأمر شيءٌ , ولن يتحولَ من وضع المنازل شيءٌ .. قطر بكل سمو وعزة تسطع في الثريا , وهم ـ كعادتهم ـ بكل خزي وذلة يتمرغون في وحل الثرى .
أبو الحسنين محسن معيض
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها