ذكرى اغتيال عدن.. جعفر ..انصاف..البكري..
ذكر تقرير فريق الخبراء المقدم لمجلس حقوق الإنسان في سبتمبر 2019 الذي حقق في جريمة محاولة اغتيال البرلمان اليمني والعربي ورئيس حزب الاصلاح في عدن انصاف مايو مانصه: ("مايو" كان الشخصية السياسية الأكثر نفوذاً، بعد اغتيال محافظ عدن جعفر سعد)..
إذن فقد كانت المشكلة هو النفوذ الذي يتمتع به انصاف مايو وهو السبب لضمه في قائمة الاغتيالات التي نفذتها مرتزقة جلبتهم الامارات الى عدن.
وقبل ذلك اعترضت ابوظبي على اسم نايف البكري لتولي منصب محافظة عدن بعد تحريرها من مليشيا الحوثي في 2015. جعفر،مايو،البكري، وغيرهم..شخصيات من حملة المشاريع النهضوية وجدوا انفسهم بالضرورة في مواجهة الموت تماما مثل مصير احلام مدينة عدن.
حسنا إذن فليست العبرة في اجندة ابوظبي بالحزب الذي تنتمي له اي شخصية تتولى منصب محافظ عدن بقدر ما تحمل تلك الشخصية او التيار من مشروع ينهض بمدينة عدن والذي سيكون استعادة ميناء المدينة لنشاطه واستعادة مكانته بمثابة العمود الفقري لذلك الحلم وهذا ما يستدعي ذعر وهستيريا ابوظبي ويجعلها تسلم المدينة الى العقليات القروية لانها خير من يخدم أجندتها في تدمير الميناء والنشاط الاقتصادي لعدن، وليس كما يروج بانها تدعم الانفصال او تدعم القضية الجنوبية و غيره من التنجيم السياسي.
وحتى تتجلى الصورة واضحة جلية فإن اي محافظ لمدينة عدن سيحمل معه حلم النهضة للمدينة لن يقبل اي قرارات تحد من نشاط المدينة والميناء الاقتصادي والتجاري مهما كان ذلك الثمن وهو مادفعه الشهيد جعفر محمد سعد حين لوح بكشف من يعرقل تطبيع الحياة في عدن بالاسم..
ولأن اي مشروع نهضوي يحمله اي محافظ للمدينة لابد له من دعم مجتمعي وادوات قوة سياسية واقتصادية و ثقافية و أمنية و عسكرية، كان لابد من التخلص من خلفاء مفترضين للشهيد جعفر ممن يحملون نفس المشروع و ادوات الدعم له من خلال عمليات اغتيالات و اعتقالات و تعذيب وملاحقات و اجتثاث كل عوامل النهوض ودعاماته المساندة.
لقد افرزت قراءة الاحداث منذ الاستقلال في 1967م مقاربة تاريخية مفادها وجود معادلة صفرية بين حكم العقلية القروية لعدن و نشاط ميناءها حيث يتطلب وجود احدهما انتهاء الآخر وهنا نقطة التلاقي بين العقلية القروية و اجندة ابوظبي.
لانريد القول ان الرفض الصارخ الذي ابداه ابناء عدن للاجتياح الحوثي كان السبب الذي ثمنه غاليا بعد التحرير، لكنه كان من اهم المظاهر التي لفتت النظر حول قوة هذه المدينة و انحيازها للدولة والمؤسسات مهما كان شكلها اذا ماتوحدت اطيافها و مكوناتها، وهي ذاتها بالضبط ابرز العراقيل امام اي مشروع يسعى لتدمير ميناءها وقدرتها على النهوض.
كذلك هي للفترة من تحرير مدينة عدن من مليشيا الحوثي في 2015 وحتى الان وتحديدا خلال فترة تولي عيدروس الزبيدي منصب محافظ عدن حيث لم تدعم ابوظبي اي مشروع استراتيجي حقيقي اذا اخذنا مجال الكهرباء نموذج حيث كانت فترة الزبيدي اسوأ مرحلة للخدمة في تاريخ المدينة، فالكهرباء تعني نهوض اقتصادي للمدينة وتوفير مناخ جاذب للاستثمار يضرب اجندة ابوظبي في مقتل.
وحتى لانذهب كثيرا في التفريع فان مدينة عدن تعاني وضعا كارثيا اتى على ماتبقى منها وشكل اتفاق الرياض بارقة أمل لتصحيح الوضع، لكنه لايكفي لوحده لاستعادة المدينة وتجاوز افشال الحاضر و تفخيخ المستقبل..مدينة عدن بحاجة الى عمل جبهوي واسع يحدد ملامح المشروع النهضوي لمدينة عدن و يلتف خلف رموزها والوقوف امام كل المشاريع والاجندة الضارة ..ويجنبها عواقب اي صراع دموي ادمنته العقلية القروية التي حولت المدينة الى ساحة حراب ومنصة دموية منذ الاستقلال..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها