وحدة الصف في اتفاق الرياض.. من يعرقلها؟
النص على توحيد الجهود في اتفاق الرياض، من أهم المبادئ التي ارتكز عليها الاتفاق، والأصل الذي لأجله تم التوقيع، وأراد بإيجاز أن يجمع كل الأطراف حول واحدية المعركة والعدو، وتهديف تحرك الجميع تحت إطار محكوم بالدولة والجيش، مع إذابة كل المسميات الأخرى، وإنهاء حالة بقائها خارج إطار هذه المنظومة الرسمية!
منذ التوقيع قبل ما يزيد عن شهر ونصف، يبدو هناك عمل ممنهج لإعاقة تنفيذ الاتفاق، وهدفه المباشر والأوضح هو إفشال المملكة في أبرز مهامها منذ تسلمت زمام القيادة في عدن..!!
إن الحفاظ على وحدة الصف وواحدية الهدف والمعركة، هو الغاية المقدسة التي ينبغي التعامل معها بمسؤولية. وما هو محزن ومؤسف، أن لا يتعامل المجلس الانتقالي مع هذا الاتفاق كمن يهتم لواحدية هذا الصف من الانفلات والتمزق، وأن المستفيد من هذا الوضع هو فقط العدو المتربص، والذي ينتظر اللحظة السانحة للسقوط أو التشرذم ليعلن الانتصار على الأنقاض.. ليس من المقبول أن يتعامل مع اتفاق الرياض بهذه الخفة التي لا تليق بالدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية، بعد أن عملت جاهدًا لإحضاره كطرف في التوقيع، وكان المنتظر منه أن يقدر هذا ويتعامل بإيجابية، بالمساعدة على إنجاح الاتفاق الذي يعد انتصارا للجميع، وليس عرقلته وتعمد إفشاله وإفشال المملكة في هذه المحطة من تدخلها باليمن.
إن وحدة الصف تعني العمل على عودة الحياة الطبيعية لعدن وكل المدن المحررة.. تعني وقف النشاط المعادي للشرعية.. تعني وقف الانتهاكات المناطقية بحق أبناء الشمال في عدن الذين يمنعون من السفر من عدن ويحظر عليهم تجاوز نقطة العلم.. تعني وقف استحداث التشكيلات المسلحة والأجهزة الأمنية الخارجة عن مؤسسة الدولة.. تعني وقف التجنيد.. تعني الخطاب السياسي الإيجابي.. تعني كل ذلك مما يلمسه المواطن أنحاء البلاد، وإنقاذ الناس من خطر تفاقم الأزمة الإنسانية، وتوجيه الجهود ضد الحوثي الذي ما توقف بدوره عن القتل وسفك الدم، وليس هناك من معنى آخر لوحدة الصف والكلمة أكثر من صدق في القول والعمل، نحو استعادة الدولة من أنياب إيران التي لا تبعد عنا إلا كيلو مترات قليلة!
لا نحتاج الذهاب بعيدا لتعريف وحدة الصف والكلمة التي وردت في اتفاق الرياض.. هي واضحة بما يكفي لتعرف معناها حين ترى أن الاتفاق يمشي بسلاسة نحو التنفيذ، وأنه لا عراقيل ولا معوقات، وأن هناك عملا حقيقيا على الأرض يلمسه المجتمع ويشعر به الجميع، وليس كما يعرفه إعلام الانتقالي، بالنفخ الإعلامي والدفع به نحو التشكيك بالاتفاق ومحاولة البحث عن مبررات لخرقه وتجاوزه، وما إليه مما يثبت أن هناك مساعي خطيرة مبيتة تهدف لإفشال المجهود السعودي الكبير، والذي ينطلق من القرارات الدولية والمرجعيات الثلاث، والإبقاء على حالة التناقض قائمة في الداخل، وما ينعكس على ذلك من نتائج يجنيها الحوثي وحده لا شريك له!!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها