ثقافة "أنت رجّال"!!

تتساءل طرفة مضحكة: ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺎﻋﺪ اليمني ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﺍلأﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ!؟ والجواب: "يرﻓﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﻜﻨﺴﻮﺍ ﺗﺤﺘﻪ"!!

طرفة تعبر بأسلوب ضاحك أو بأسلوب ساخر عن واحدة من القضايا المؤلمة.

لقد سرت العادة بأن يعمل الرجل في الخارج، وما إن يدخل إلى منزله حتى يتحول إلى سيد لا يفعل شيئا سوى الأمر والنهي، حتى إنه ربما لن يخدم نفسه.

شاع في مجتمعاتنا جملة "أنت رجال"، تقال لإيقاف أحدهم إذا حاول أن يساعد في شيء من أعمال المنزل، من باب استنكار أن يفعل ذلك الرجال، وعلى أساس أن أعمال المنزل تقتصر على النساء فقط، وأن الرجال في المنزل يجب أن لا يفعلوا شيئا أو يساعدوا بشيء..!!

لماذا هذا؟ لأنهم رجال!! فذلك عيب، أو كأنه شيء خادش للرجولة، أو حتى تجد أحدهم قد يساعد في شيء بسيط ولكن خفية كي لا يقال عنه شيء، لأنه من العار أن يقال فلان يكنس بيته، أو فلان يطبخ، أو فلان يساعد في غسل الملابس، إلى آخر ذلك، وينسى هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي تمام الرجولة، ووهبه الله كمال البشرية، كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته.

هي ثقافة مجتمعية خاطئة، تبدأ من التربية الأسرية الخاطئة، ولها أسباب كثيرة، وهذا بالطبع لا يعني أنه لا يوجد هناك رجال يحملون في قلوبهم الرحمة لزوجاتهم أو أمهاتهم أو إخواتهم، ولديهم الفهم الصحيح بهذا الشأن، ويقتدون بالحبيب صلى الله وعليه وسلم، والواحد من هؤلاء يدرك ضعف القوارير فلا يحملها فوق طاقتها، ويحافظ عليها كي لا تتأرجح فتقع وربما تنكسر!!