القُفّازان يبكيان البطل!
كان قبل أيام قد جاءني مُودّعًا وترك قفّازَي بطولته ..وغادر على عجل!
البارحة ، وبُعيد منتصف الليل وعلى الهاتف سمعت صوته الصخري فجأةً مختنقا بالبكاء وهو يقول:
يا أستاذي! هلال الحاج مات اليوم غرقا في مضيق طارق على قارب المهربين من المغرب لأسبانيا!
كان الصوت على الهاتف هو صوت بطل الكيك بوكسينج حامد المطري محروقا مكتومًا أجشّ لأول مرة منذ عرفته قبل سنوات
كان الخبر صدمةً مزلزلةً لي! رغم كثرة الصدمات والزلازل في حياتنا منذ سنوات
أبطال اليمن تبتلعهم أمواج البحر الأبيض المتوسط بعد أن غادروا بلادهم بحثًا عن لقمة العيش!
وما ذاك إلاّ بسبب الإمامة الجديدة ونكباتها!
البطل هلال يغرق قبالة سواحل إسبانيا
وكأنه موسى بن نصير اليماني المعاصر!
لم تغرقه أمواج إسبانيا
بل أغرقته زوبعة الإمامة الجديدة في بلاده اليمن قبل ذلك!
لن أنسى ذلك الوجه أبدًا
ما تزال صورته مرسومةً في مكانه على الزاوية اليمنى في أعلى المكان في بهو منتداي الثقافي .. في بيتي!
أطل زائرًا بشعر راسه العالي ولحيته المميزة وفانلته السوداء التي زادته جلالا وجمالا
كان هلال الحاج بطل اليمن الغريق قد زارني قبل فترة بصحبة زميله وصديقه البطل حامد المطري
في ذلك المساء سمعت من هلال وأمام كل الحاضرين شكواه من حسن زيد وزير الرياضة الحوثي!
قال أنه ذهب إليه بميدالية البطولة العالمية التي نالها طالبا التكريم وأن الإجابة الصادمة كانت:
وانت من قل لأبوك تفوز! أنت داري أن احنا في عدوان ..المفروض تروح الجبهة!
وعندما رد عليه هلال عاتبا غاضبا قال له حسن زيد: صورتك تشتي تحتبس!
في المغرب لا سفير يفتح قلبه للبطل ولا مكتب .. ولا وزير رياضة يرق قلبه ويرد على هاتف!
الآن عرفت لماذا وضع حامد قُفّازيه عندي وغادر البلاد!
أراهما الآن وكأنني أتلقى اللكمات!
حامد عالقٌ هو الآخر الآن بين دولتين!
أبطال اليمن بين غريقٍ وعالق!
والقُفّازان أمامي يبكيان!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها