بالحوار نبني اليمن
(1)
تقف بلادنا اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية فاصلة، تتمثل في الدخول بالمرحلة الثانية من العملية الانتقالية .. وذلك من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي دَشن أعماله مطلع الأسبوع الماضي في صنعاء العاصمة.. والذي نعول عليه جميعاً في أن يخرج الوطن من أزماته ومشاكله الطاحنة.
والحاصل أن أغلب اليمنيين على اختلاف مشارفهم وتوجهاتهم ورؤاهم قد ارتضوا بالحل السلمي لنقل السلطة .. بخلاف ما حدث في بعض دول ما بات يُعرف بـ( الربيع العربي).. حيث أثبت الحل السياسي في اليمن فاعلية كبيرة، واثبت اليمنيون بأنهم حُكماء فعلاً، فمهما تعاركوا وتصارعوا فإنهم في الأخير يجلسون على طاولة واحدة ويتحاورون.
(2)
أن يجتمع الإسلامي مع اليساري، والسني مع الشيعي، والجنوبي مع الشمالي، على طاولة واحدة ( الحوار) وتحت سقفٌ واحد (الجمهورية اليمنية) لهو شيٌ عظيم ويستحق الإعجاب الكبير.. وأن يفتخر به كل مواطن يمني في داخل الوطن وخارجه، بل ويفاخر به العالم أجمع.. باعتباره نموذجاً فريداً من نوعه، وتجربة لم يسبق لها مثيل في المنطقة.
(3)
لقد نـُعت الشعب اليمني ووصف بأبشع الصفات وأقبحها..لعل اقلها بأنه شعبٌ جاهل ومتخلف وأمي وفوضوي، ولا يعرف إلا لغة الاحتراب والاقتتال.. ولكننا أثبتنا بجلوسنا على طاولة الحوار وارتضائنا بالحل السلمي وابتعادنا عن العنف أثبتنا للجميع بأننا شعب من أرقى الشعوب.. وأفضل من تلك الشعوب التي لطالما تغنت بالتقدم والتطور والتحضر والثقافة والعلم والتي صرنا نراها اليوم في وضع مؤسف، وحالٌ يرثى له.
(4)
لقد خيب اليمنيون كل التوقعات، وخالفوا كل التحليلات، وخرج الوطن إلى الآن من عنق الزجاجة.. ولكن ما نأمله هو أن يدرك المتحاورون أهمية المرحلة الراهنة، وان ينتهزوا الفرصة ويعملوا بنوايا صادقة، وأن يترفعوا عن خلافاتهم ويضعوا مصلحة الوطن فوق مصالحهم وأهدافهم الضيقة.. وأن يقدم الجميع التنازلات من أجل الوطن وسلامته.. فمن الطبيعي أن يشهد مؤتمر الحوار بعض السجالات والجدالات، فلكلٌ رأيه ووجهة نظره ورؤيته الخاصة به إزاء القضايا والمشكلات، لكن ما يهمنا هو أن يعمل الجميع تحت إطار واحد، وأن يسعوا نحو هدف واحد هو ( خدمة الوطن والحفاظ على سلامته ووحدة أراضيه)...
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها