المدافع الإنفصالية..!
وجد الحوثيون، منذ نشوئهم، في بعض الناشطين الإعلاميين والسياسيين من يبرر لهم ويساندهم حتى اجتاح الحوثيون صنعاء.. وكثير من أولئك المبررين والمساندين صمت بعد الإجتياح، وكأنه صُدم أو نَدم، أوبدل وغير، وهناك من تمادى واستمر حتى ديسمبر 2017..
و يبدو أن كثيرا من أولئك ما يزالون جاهزين، لتبرير ومساندة أي شيء آخر ، قد يفضي إلى مخاطر لا تقل خطرا وكارثية عن الحوثي، مثل المشروع الإنفصالي وداعميه.
بعضهم يقول الان : ركزوا على الحوثي، أو الحوثي فقط! وسمعت أحدهم يقول : الإنتقالي الان معه جيش ودبابات ومدافع ..! وكأنه يريد القول: سيفرض الإنتقالي الإنفصال بالقوة ..! والسؤال : هل هذا مما يمكن صرف النظر عنه الآن، وتركه دون ملاحظات أو اعتراض لمن يهمه الأمر أو يخطط ويمول ويدعم ويمنح ويقدم هذه الدبابات والمدافع الإنفصالية ؟!
والحقيقة ليس هناك ما يساعد الحوثي، مثل تبني مشروع الإنفصال ودعمه، فمضمون مشروع الحوثي الطائفي العنصري هو التفكيك والتجزأة على أسس دون وطنية. والحوثي شر محض بلا شك، لكن الذي يرتب ويسعى لتجزئة بلادنا وتقزيمها وتقسيمها على أسس جهوية ، ويشكل لذلك قوات عسكرية خارج إطار الشرعية وضدها، لا يقل خطرا وشرا عن الحوثي، ولا يصح تأجيل مصارحته ومواجهته، فما بالك في التماهي معه والمنافحة عنه مثلما يفعل بعضهم الآن .
ويلاحظ أنه في الوقت الذي يُوَاجَه الحوثي بوتيرة أقل مما يجب، فإن دعم الإنفصاليين يتم الآن بوتيرة عالية ونوعية تنذر بتناحر خطير وحرب أهلية لا تنتهي.
ولو يتأمل هؤلاء المساندون والمبررون ، في طول الدنيا وعرضها، فلن يجدوا في أحرار العالم وعقلائه من يناصر أو يساند تقزيم وتقسيم بلاده، بما في ذلك في البلاد العربية الأخرى، ويلاحظ ذلك في المغرب وسوريا والعراق وليبيا مثلا، وغيرها من البلاد العربية.. وقال المفكر السعودي الدكتور تركي الحمد، إن وحدة بلاده العزيزة ، يجب أن تُحمى وتُحفظ بكل الوسائل، بما في ذلك القوة، مثلما حدث في عهد الرئيس لنكولن في أمريكا، وهذا عين الصواب حقا ، فالعرب لا تنقصهم الشرذمة، بما في ذلك حالة اليمن، ولا تنقصهم مشاريع الفوضى و التفكيك والتخريب الظاهرة والمضمرة في عالمنا العربي .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها