صفقة الوهم حقائق و أكاذيب

وقف اليوم كبير مستشاري الرئيس الأمريكي في ما يسمى ورشة المنامة، يوزع الوهم بخداع ظاهر ، و أكاذيب عارية .

   و الحقيقة أن المستشار جاريد كوشنر ، و هو بالمناسبة صهر الرئيس الأمريكي ترامب؛ قال حقائق،  و قال أكاذيب، و من باب الإنصاف لا بد من أن نستند للتدليل على ذلك من كلام الرجل نفسه.

   قال كوشنر مخاطبا الفلسطينيين في ورشة المنامة : ليس تحسين فرص العمل لفلسطين .. و هذه حقيقة .. ( بل في بيئة اقليمية) و هذه أكاذيب؛ فالإدارت الأمريكية ما فتئت تحارب أي تحسن انتاجي او اقتصادى في البيئة الاقليمية ، و سلوا من وقف ضد تطوير الزراعة في الوطن العربي؟ و من وقف ضد أي تحول ديمقراطي أو تنموي، أو صناعي ..!؟

   و من ينسى مثلا أن واشنطن عندما غزت العراق قالت : سنحول العراق إلى واحة للديمقراطية في وسط صحراء الاستبداد ، فحولتها إلى دمار و خراب، و تمزيقا للحمتها، و تدميرا لمقدراتها، و تفكيكا لنسبجها الاجتماعي بصورة لم يسبق لها مثيل .

   يومها كانت أمريكا تتباهى أنها تتبنى نشر الديمقراطية، و لما راح الوطن العربي في بعض بلدانه يريد تطبيق الديمقراطية بعد ثورة شعبية، هبت واشنطن بكل قوة متسترة بالمكر و لكذب لوأد التحولات الديمقراطية.

   مما ورد في خطاب كوشنر :( سنجمع الأموال ) و تلك حقيقة ناصعة البياض، فالإدارة الأمريكية من هواة جمع الاموال، و ذلك ما يعرفه الجميع،  و قال تكملة لعبارته ( ثم نحدد سبل استثمارها و نريد نتائج ملموسة لها) و هذه أكاذيب، إلا في استثمارها ببلدانهم، و تلك حقيقة!

   ثم أردف مخادعا :( تحقيق النمو للشعب الفلسطيني مستحيل دون حل سياسي عادل و منصف) و هذا أكاذيب في أكاذيب ظاهرة مثل ضوء الشمس،  فقط يكفي أن نعرف أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة استخدمت حق النقض الفيتو ضد فلسطين 43 مرة لإسقاط أي مشروع قرار يمنح الفلسطينيين شيئا من حقوقهم ، و هذه حقائق ساطعة ينبغي أن يتذكرها من يهرول وراء الوهم.

   قال مخادعامرة أخرى:( هي ليست صفقة القرن)، و هذه أكاذيب، لكنه أكمل قائلا : ( و إنما هي فرصة القرن ) و هذه حقيقة رددها و كررها بعد أن كان قد قال : سنجمع الأموال، فهي فرصة القرن فيما إذا تحققت مراميهم الخفية.

   الوهم تخيلات و أكاذيب، لذلك قال :( تخيلوا مركزا نابضا بالاقتصاد في الضفة و غزة ) فقط يدعو للتخيل، و أما الحقيقة أن الحصار المفروض على غزة ، فقد منع بدعم أمريكي وصول أي سفينة إغاثة إنسانية تصل إلى غزة، و هذه حقائق يندى لها - حتى - جبين قطاع الطرق !!

   قال كوشنر حقائق كثيرة تصب في مصلحة الكيان الاسرائيلي الغاصب، و قال أوهاما و أكاذيب كثيرة يمنّي بها السذج ممن يهرول وراء السراب، و يلهث خلف الأكاذيب، و يستجدي التطبيع !

   الشعب العربي يعرف حقيقة واحدة و هي أن فلسطين عربية إسلامية، و أن الكيان الصهيوني نبتة كاذبة مالها من قرار.