العصيان المسلح لماذا عدن وليس الضالع أو ردفان؟!!
دائماً ما تدعو مكونات الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال إلى عصيان مدني كل يوم سبت وأربعاء والمعروف لدينا جميعاً تنفيذهم لعصيانهم بالقوة وفرض حضر التجول بالنار والحديد من قبل هؤلاء المخالفين للقانون وأبداً لم يكن العصيان بفرضه على الناس ولا يتم إلا من خلال رغبات ذاتية من قبل ذاتية مهما كانت الأهداف المرجوة من عصيانهم في هذا الأمر وبشكل ودي وبكل إرادتهم, ولكن هنا في عدن نرى قطع لطرقات وإجبار الناس على غلق محلاتهم وإخراج الطلاب من مدارسهم وكلياتهم وعدم السماح للموظفين بتأدية عملهم ويكون هناك شلل كامل في حركة الشارع والمرافق وكذلك المتاجر فتبدو لنا عدن مدينة أشباح ويأتي أناس وهم أنصاف رجال لأنه لا يقوم بهذا العمل إلا حثالة المجتمعات والمرتزقة لتقرير مصير ومسار مدينة بأكملها وليست أي مدينة إنها عدن يا هؤلاء جنة الدنيا وثغر اليمن الباسم.
طبعاً نعراتهم هذه التي لا تسمن ولا تغني من جوع يجب التصدي لها وأن يقف لها الجميع بالمرصاد من قبل السلطة المحلية والجهات الأمنية الأخرى وكذلك الناس لا يسمحوا بأن يكون شرذمة القوم هم المتحكمين بزمام الأمور والمسيطرين على أوضاع العامة وأصحاب الوجاهة والفكر والرأي بين مجتمعنا، ويجب أن يتم ردعهم من قبل الجهات المسئولة بشكل يمنع أن يتشدق هؤلاء بأفكارهم التخريبية والغوغائية بأن يعملوا ما يريدون وقت ما يحلو لهم ويكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه بالإقدام على مثل هذه الأفعال ولا يستطيع حتى مجرد التفكير بها لأنه يعلم ما سيكون مصيره وما ستؤول له الأمور إن انتهج هذا الطريق.
فهذا العصيان الذي يدعون له ويروجون من أجله لا يتم إلا في ( عدن ) والأصل أن يكون في جميع المحافظات الجنوبية أو إنهم فقط يريدون الإساءة لعدن ومدنيتها وتحضرها وثقافتها ولا أتحدث هنا بمجرد الكلام أنه لا يتم بفرض عصيانهم في عدن فقط دون عن المحافظات الأخرى هباءً وعبثاً لكن ذهبت في يوم السبت الماضي الموافق 23/3/2013م في جولة على المحافظات الجنوبية القريبة من عدن (لحج والحبيلين وكذا الضالع) وكان عصيانهم المزعوم تم تنفيذه في عدن بالقوة وقطع الطرق ولم أستطيع المرور إلى نقطة دار سعد إلا بعد دخول بمتاهات وكأنني ألعب (بلاي ستيشن) (كراش) وعند مروري بمحافظة لحج الخضيرة رأيت كل الأمور مستقرة والناس في الشارع يمارسون حياتهم الطبيعية والمحلات مفتوحة والتلاميذ ذاهبين إلى مدارسهم والطلاب إلى كلياتهم والموظفين إلى مرافق عملهم والحياة مستمرة وكذلك في الحبيلين نفس الأمور التي ذكرتها بالنسبة لمحافظة لحج، ولكن كنت متشوقاً لرؤية محافظة الضالع وكيف يسير الوضع بين جنباتها وعند وصولي لها رأيتها كسابقتها والحياة كذلك مستمرة أليست مدينة الثوار ومهد التغيير الداعم وبقوة للانفصال وهي أهل المدد والعدة والعتاد كما أنني حاولت متابعة طريقها الرئيسي وحيطانها فلم أرى تلك الكلمات التي نراها في (جدران) شوارعنا التي تسيء للمنظر العام لعدن ( كالجنوب العربي ) أو ( الاستقلال أو الموت ) وغيرها من عبارات يظن كاتبها وللأسف سيتم الوصول إلى أهدافه عبر تلك الممارسات وكذلك لم أرى رسم لعلم الانفصال وتخريب المنظر العام للمدينة إلا قليلاً منها ورأيت فوق إحدى بنايتها (علم الجمهورية اليمنية) لم أحزن لأنني لم أشاهد ما أشاهده في عدن وسررت كثيراً بأن أبناء الضالع قد وصلوا إلى هذا الوعي والإدراك وتقبل الآخر وعدم التهجم والتحكم برأي الآخرين وانتهاك حرمات بيته ورغباته.
ما يحز في نفسي ويكتوي قلبي به ألماً ما قد آلت إليه عدن، وسألت نفسي سؤالاً في تلك اللحظة لماذا أصبحت عدن هكذا ؟؟؟!!!
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها