هيمنة جنوبية على مشهد الحوار
حضيت كلمات مندوبين جنوبيين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء باهتمام بالغ ومتابعة من قبل شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني نظرا للأهمية التي يوليها المؤتمرون لهذه القضية باعتبارها أم القضايا وهي رأس حربة المشاكل وبحلها ستحل كل العوالق والشوائب التي تعكر صفوا حياة اليمنيين.
وفي اعتقادي أن التفاؤل الذي يحدو النخب اليوم ومعهم كثير من العوام بشان القضية الجنوبية سببه حالة اليأس التي سادت فترة ما قبل مؤتمر الحوار عندما قبولت الدعوات الرسمية والشعبية لقيادات بالحراك للمشاركة في الحوار بالرفض, وخُيِّل للناس بان الجنوبيين هم فقط من ينضوون تحت مضلة الحراك منذ العام 2007م والقيادات هي تلك التي تصعد المنصات ولها ارتباطات خارجية ولكن بعد أن شاهد الناس رجال أعمال ومشردين سابقين من الجنوب وشباب متحزب ومستقل وقادة سياسيين من العيار الثقيل يقفون في الصف الأول لأعضاء المؤتمر شعروا بأن هناك مساحة للحل وأن زمن اللون الواحد قد ولى وراح.
كان لرفع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا داخل أروقة القصر الجمهوري ولأول مرة وأمام رئيس الجمهورية وممثلين عن كافة الشعب اليمني - وقع خاص لدى أعضاء المؤتمر وكثير من المدونين على شبكات التواصل الاجتماعي الذين رحب اغلبهم بالحالة التي كانت تشكل جريمة شنعاء في عهد النظام البائد, واعتبر البعض الخطوة بأنها إحدى ثمار ثورة الشباب باعتبار أن لا ممنوع بعد اليوم وكل شيء صار على طاولة الحوار.
اللقاءات المكثفة لجمال بن عمر مع قيادات الحراك المشاركين في المؤتمر عقب كل جلسة ستكون لها ثمارها فهو " بن عمر " شخص بات له قبول واسع لدى الأوساط اليمنية شمالا وجنوبا نظرا لبساطته وكاريزمية جاهته فقد غير حالة الرتابة التي انتهجها مندوبو الأمم المتحدة الذين شاركوا في حل كثير من النزاعات حول العالم.
بعض قيادات الحراك لازال متخشبا وثابتا في مكانه رغم موقعه كقيادي في الحراك وهذا ما سيطيل من مهمة بن عمر ليخوض حوارات ومفاوضات مكوكية لإقناع بعض المتخشبين الذي اسندوا ظهورهم إلى آخر غير يمني لإمدادهم بوسائل الابتعاد والهرولة إلى المجهول.
ما طرحه صالح باصرة من حلول لإقامة نظام فيدرالي أو اتحادي بإقليمين أو ست ولايات ثلاث جنوبا وثلاث شمالا والى ما هناك من بعض المقترحات التي طرحها بعض الجنوبيين كــ "الصريمه" ومشروعه الذي لا يختلف كثيرا عن مشروع باصرة وكذا المشروع الذي قدمه العطاس قبل سنوات الرامي إلى إقامة نظام فيدرالي لمدة خمس سنوات وبعدها يتم طرح مطالب الجنوببين لاستفتاء عام في المناطق الجنوبية ليقرروا مصيرهم- كل تلك الحلول والمقترحات التي قدمت حتى الآن والتي ستقدم لاحقا لإصلاح قضية الجنوب تحتاج رعاية دولية وإقليمية دبلوماسيا على الأقل دعم لجهود جمال بن عمر وهو كفيل برأيي بحلحلة اكبر المشاكل تعقيدا في اليمن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها