إختفاء المبادرات المجتمعية بالضالع
في أوقات كثيرة وحرجة كان للمبادرات المجتمعية في الضالع الدور العظيم في حفظ الأمن وتسيير شؤون الحياة وتنظيمها وحماية المواطن من استغلال التجار ووضع حد لجشعهم.
وكلنا يتذكر أنه عندما تنصلت سلطات الاحتلال بالضالع عن مسؤولياتها وواجباتها الأخلاقية كسلطة أمر واقع وافتعالها للأزمات والانفلات الأمني وإشاعة الفوضى والقلاقل اعتقاداً منها بأنها بمثل تلك الأساليب الرخيصة ستشغل الناس وبالتالي ستنجح في كبح جماح الحراك الثوري المتعاظم حينها ، لكنها لم تفلح بذلك وباءت كل محاولاتها بالفشل الذريع ؛ فقد هب شباب الضالع الخيرون وسارعوا وقتها إلى تشكيل اللجان الشعبية في كل مربع وحارة ، وقاموا بأعمال تطوعية عظيمة تمثلت في مراقبة محطات المحروقات والإشراف على بيع الوقود وتوزيعه ومنع تهريبه ، ناهيك عن النزول الدائم إلى الأسواق وبالأخص محلات المواد الغذائية والتموينية التي تبيع بالجملة ومحال بيع الغاز وذلك بهدف مراقبة الأسعار ومنع الاحتكار ومحاسبة المخالفين والمتلاعبين .. وحتى أنهم قاموا بالحراسات الليلية وتنظيم الحركة المرورية والتخفيف من الزحام والاختناقات المرورية ..!!.
أما اليوم وبرغم أننا في وضع ليس أفضل حالاً مما كنا عليه في السابق بيد أن ذلك لم يشحذ هممنا للقيام بمبادرات مجتمعية تسهم في التخفيف من معاناة المواطن ، فالتجار قد نزعوا دثار الحياء والخوف من الله وأصبحوا يحتكرون السلع ويرفعون سعرها بصورة جنونية ، وهكذا يفعل بائعو الغاز ومالكو محطات الوقود مستغلين غياب الجهات الرسمية وتخليها عن دورها الإشرافي والرقابي .. وبالطبع من أمن العقوبة أساء الأدب ..!!.
وبالعودة إلى العنوان " لماذا اختفت المبادرات المجتمعية بالضالع ؟!" فإنني أستطيع القول جازماً أننا بفقدنا للأبطال العظماء الذين سقطوا في الحرب وهم يدافعون عن الدين والعرض والأرض وفي طليعتهم الشهيد فارس الضالعي رحمه الله ، أو أولئك الصناديد الذين جرحوا وأصيبوا بإعاقات دائمة بعد صولاتهم وجولاتهم في ساحات الوغى مقبلين غير مدبرين وأبرزهم طيب الذكر الشيخ كمال مثنى الضالعي ، قد خسرنا الشيء الكثير ولم يستطع أحد ملء الفراغ الذي أحدثه رحيلهم عنا على حين غرة وبدون سابق إنذار ، فتلك الكوكبة التي سخرت كل جهودها لخدمة المجتمع كانت هي السباقة والمبادرة دوماً لتشكيل اللجان الشعبية وتوزيعها على المربعات بحسب ما تقتضيه الحاجة ، أما اليوم – وأقولها بكل حسرة وألم – فالضالع بفقدهم قد ترملت على ما يبدو ، وأصبحت من غير عائل يعتني بها ويقوم بشؤونها والواقع المزري خير شاهد ..!!.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها