لماذا الأقاليم...؟
أستطاع الهاشميين وأئمتهم تكريس ثقافة العنصرية والتمييز المناطقي بين اليمنيين ومازال الكثير من أبناء شمال الشمال يؤمن اليوم أن أبناء مناطق وسطى وجنوب الوطن وشرقه وغربه مجرد تابعين لهم لا شركاء في هذا الوطن وأنهم أقل منهم إجتماعياً وأدنى منهم نسباً مع إننا أبناء وطن وجد واحد، وتلاحظ للاسف الشديد عندما تستفز او تخالف أعقل عقلائهم سيعرك بمنطقتك..!
معظم أبناء شمال الشمال لا يريدون الحوثيين ويدركون خطورتهم على الجمهورية وأن لهم مشروع سلالي وعنصري سيحول كل اليمنيين الى مجرد عبيد بما بينهم أبناء شمال الشمال ولكن منهم من سيقبل أن يكون عكفي للحوثي على أن يكون شريك لإبن تعز وإب وعدن وتهامة في وطن جمهوري يتساوون فيه بالحقوق والواجبات..!
حكمنا الرئيس صالح ٣٣ عام ووحد اليمن شماله وجنوبه وعندما خرج من السلطة كان يأمر الموالين له بالقتال مع الحوثيين ويصفهم ب " أصحابنا" ويصف كل من يقف مع الرئيس الجمهوري والمنتخب ب "بالعملاء لصاحب أبين" في نبره مناطقية لرجل حكمنا ثلاثه عقود ونصف فما بالكم بغيره..!
عندما أختلف الرئيس هادي مع حميد الأحمر عام ٢٠١٣ لتدخل حميد في شؤون الحكومة ، دعى الاخير كثير من المشايخ الى منزله في صنعاء ك وخطب بهم قالاً " لا يصح لنا رئيس جنوبي" وكان حميد أول من أنسحب من مؤتمر الحوار الوطني رافضاً للأقاليم التي ستمنح حميد وحمود وعبدُه وسعيد وطفاح وشرف الدين نفس الحقوق وتفرض عليهم نفس الواجبات وتكون الكفائة لا "حاشد" معيار بينهم..!
حصلت قبل فترة على مراسلات بين قائد أحد الألوية في صعدة وينتمي الى مديرية سنحان، كان يراسل أفراد وضباط اللواء الذين آثروا البقاء في منازلهم ويطالبهم بالالتحاق بجبهة تعز ويقول لهم " جالسين في بيوتكم وأصحاب البنطلونات يقاتلوا لاجل يحكمونا"..! هذا القائد نفسه قاتل الحوثيين خمس حروب في صعدة عندما كان الرئيس من سنحان وعندما أصبح الرئيس من أبين رجع يقاتل في تعز مع إن هذا اللواء كان اكثر من نصف أفراده من أبناء تعز وسقط منهم أكثر من ثمانين شهيد في صعدة..!
ما حصل خلال الأسبوع الماضي في حبيش ليست أول غزوة عابرة لحدود المحافظات وقد شهدنا الكثير منها في إب وتعز أثناء حكم الرئيس صالح، وإذا كبرت القضية وأصبحت قضية رأي، أكثر ما يخرج الضحية منها براسين بقر..! عندما تحدث مثل هذه المشاكل في القبايل المجاورة، يحدث أن تتجمع القبيلة الطلابة في حدود القبيلة الأخرى في ما يسمى " مطرح قبلي" حتى يتدخل العقلاء وتتم التسوية بينهم وهذا مالم يحدث في حبيش إب، وإن كان الأخوة الذي تم الاعتداء عليهم في حبيش تعود جذورهم الى محافظة شمالية فأن هذا العمل أعتداء على إب ومسيء لكل أبنائها بل ومسيء لخولان خاص وللقبيلة بشكل عام ومخالف للقانون..!
علينا كيمنيين أن ندرك اليوم شيئين. كأبناء جنوب ووسط وشرق وغرب ، إن الإمامة أستوطنت أرضنا وعقول شعبنا في الشمال لقرون ومن لازال يحمل هذا التفكير منهم مجرد ضحايا لإرث الإمامة وسيضل ويستفحل هذا المرض ما بقيت الإمامة وغلمانها، وعلينا أيضاً كأبناء شمال الشمال أن نعرف أن لا عدوا لنا كيمنيين سوى الإمامة وأن الأقاليم هو الحل الذي سيعيد لكل منطقة وكل قبيلة وكل فئة أعتبارها ويمنحها حقوقها وكرامتها ويجعل الجميع شركاء في السلطة والثروة في وطن واحد كما هو الحل الذي سيحاصر الإمامة ويقضي عليها ويحقن دمائنا في الشمال والجنوب من حروب مستقبلية ويمنع تشضي الوطن وتشطيره.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها