عسف حقائق التاريخ

تعرضت كثير من الحقائق للعسف في تفاصيلها أثناء كتابة تاريخنا خدمة للحاكم -أكان حزباً أو فرداً- حتى المروي منها أصابته تشوهات أخرجته عن سياق الوقائع كما حدثت فعلاً لا كما يراد لها أن تصل للوعي الجمعي وتستقر في قاعة مؤدية لتشظي العلاقات البينية وتتحكم في طبيعة العلاقة مع الآخر.
ذات العسف يستخدمه البعض اليوم لتشويه تاريخنا المعاصر وتزييف حقائق حية لم تغب بعد عن النظر فكيف بالذهن والذاكرة النشطة المتوثبة لرفض كل زيف ومغالطة.
هؤلاء بعسفهم لايسعون لخدمة حاكم وطني بقدر ماهي تلبية لنزوات الأجنبي الذي يمزق النسيج الإجتماعي والوطني ويعبث بخارطة السيادة وقدسيتها.
أتذكر أنني طرحت على الشيخ راوي العريقي أحد أهم رموز مقاومة عدن، في اللقاء الوحيد الذي جمعني به وبعض قيادات المقاومة في الرياض بعد تحرير عدن ضرورة توثيق يوميات المقاومة وحفظ حقوق المقاومين الحقيقين، فأثلج صدري وقتها حين أخبرني بشروعه في ذلك.
قتلوا الراوي قبل خروج مذكراته للنور وقتلوا واعتقلوا وشردوا غيره من رموز مقاومة عدن ليتصدر المشهد رفاق لهم جعلوا أنفسهم تحت طلب الأجنبي ينفذون نزواته وفي المقدمة منها تزييف الوعي وممارسة عسف حقائق مازالت حية وكثير من صُنّاعها وشهودها أحياء بيننا.

شفيع العبد
17 مارس 2017