تعددت سهامُهم !! والقوس واحد..!
كنتُ أقرأ كتابا عن الابتلاءاتِ التي عانى منها النبيُ " عليه الصلاة والسلام " وأصحابُه في مسيرة التغيير . فطرأ عليَّ سؤالٌ , كيف سيكون أمرُهم لو كان في زمنهم شيءٌ من مخترعات عصرنا ؟ . وأخذت مني الأفكارُ والتخيلاتُ ..
ـ عائدا من الطائف مهمومًا بسبب إعراض أهلها عن دعوته ، وقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أعتاب مكة مفكرا ، فقد عزمت قريش على منعه من العودة إليها . فأرسل إلى مُطْعَم بن عدي ، من كفار مكة " أدخل في جوارك ؟ " ، فقال : نعم . فدخل حتى انتهى إلى المسجد الحرام ، وصلى ركعتين ، ومطعم وولده وقومه محدقون به بالسلاح يحمونه ، حتى انصرف ودخل بيته .
فالتقط متصيدٌ صورة ، ونشرها معلقا : " هذه حقيقتهم . متناقضون .. متسلقون . بالأمس يهجو توجهنا ويهاجم سياستنا . واليوم يطلب حمايتنا بالرجال والسلاح . " .
ـ سجد رَسُوْل الْلَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلاته عِنْد الْبَيْت ، وبتوجيه من أبي جهل قام مشرك ووضع سَلَا جَزُوْر على ظهره ، وجعل الملأ يضحكون . ووقف ابن مسعود ينظر للحدث مستضعفا متألما . وظل النبي ساجداً ، حتى جاءت فاطمة ـ رضي الله عنها ـ ، فطرحت القاذورات عن ظهره وأقبلت على هؤلاء الصناديد تسبهم .
ونعق ناعق تويتري منهم بتغريدة : " دافعت النساء والأطفال عن زعيمهم ، أين رجاله ، أين طلاب جنته " .
ـ أمام فاعلية دعوة الإسلام ، ومن اجل تجفيف منابع دعمها وتفتيت دروع حمايتها ، قرر مجلس دار الندوة مقاطعة بني هاشم ومحاصرتهم في شعب أبي طالب ، حتى يتخلوا عن محمد " عليه الصلاة والسلام " . وهنا انحازت بنو هاشم قاطبة للحق مؤمنهم وكافرهم ، إلا أبا لهب أبى .
وتزاحمت وسائل التواصل الاجتماعي بالمنشورات ، تصف غير المسلمين من بني هاشم " الخونة .. العملاء .. يدعون نصرة قضيتنا وهويتنا ، ثم ينحازون لأعداء فكرنا ووطننا " .
ـ وقف أبو سفيان حائرا أمام قيصر الروم ، كيف يجيب عن أسئلته حول محمد ، يسأله عن نسبه ودعوته وأتباعه وأخلاقه ..... . تنازعت أبا سفيان قوتان ، عداوته وخصومته للنبي وهي تستلزم الكذب على هرقل ، وسمعته ومروءته وهي توجب الصدق . فغلبت المروءةُ العداوةَ . فأجاب بالحق والعدل منصفا النبي " عليه الصلاة والسلام " وما يدعو إليه من توحيد العبودية ومكارم الأخلاق .
وفي مكة تم التعميم " أبو سفيان يمدح محمدا ورسالته وتابعيه .. سقط القناع .. خان القضية ، وباع دم الأحرار " .
ـ أسلم خباب ، فانتشر الخبر ، فأخذوا في ضربه في كل مكان يقع عليه سياط الظالمين . وكانت " أم أنمار " تربطه في عمود وتشعل النار ، وتضع فيه الحديد حتى يصبح كالجمر وتكوي به أنحاء جسده .
ومن غد تصدرت صورة الجسد المكوي صفحة جريدة ( الأُمراء ) .. وبالبنط العريض كُتِبَ " كويناهم .. أحرقنا صدورهم ومؤخراتهم " .
أبو الحسنين محسن معيض
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها