من نحن | اتصل بنا | الجمعة 24 أكتوبر 2025 05:43 صباحاً
منذ 3 ايام و 10 ساعات و 53 دقيقه
    التقى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي، اليوم، كلاً من سفيرة جمهورية فرنسا لدى اليمن كاترين قرم كمّون، وسفير جمهورية كوريا لدى اليمن دو بونغ كيه، كلٌّ على حدة، لبحث مستجدات الأوضاع في اليمن والعلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك مع
منذ 4 ايام و 7 ساعات و 26 دقيقه
أقام المجلس الاستشاري الأسري اليمني، الأربعاء، ندوة توعوية حملت عنوان "الصحة النفسية حق للجميع"، جمعت بين المعرفة العلمية والتجارب العملية في أجواء من التفاعل والحوار الإيجابي.   استضافت الندوة نخبة من المختصات في مجالات متعددة، منهم الدكتورة إيناس المساوي، دكتوراه في
منذ 4 ايام و 7 ساعات و 28 دقيقه
جددت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، موقفها الثابت في دعم اليمن واستقراره، ومساندة مجلس القيادة الرئاسي في جهوده لاستعادة الدولة وتحقيق السلام العادل والمستدام.   جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، شائع الزنداني، مع سفير الولايات المتحدة
منذ 4 ايام و 7 ساعات و 47 دقيقه
أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في محافظة حضرموت، اليوم الأربعاء، حكمًا في القضية رقم (89) لسنة 2023، قضى بإعدام ستة متهمين من الجنسية الإيرانية، بعد إدانتهم بتهريب ثلاثة أطنان من المخدرات من إيران إلى اليمن.     جاء ذلك في الجلسة العلنية التي عقدتها المحكمة برئاسة القاضي
منذ 4 ايام و 9 ساعات و 53 دقيقه
    أصدرت محكمة صيرة الابتدائية، اليوم الأربعاء، حكمًا قضائيًا بإعدام المتهم ريدان فارس عبدالعزيز مقبل قصاصًا، بعد إدانته بارتكاب جريمة القتل العمد بحق الشاب عارف فوزي غانم فرانس، في قضية حُسمت خلال 15 يومًا فقط من وقوع الجريمة.   وعُقدت الجلسة برئاسة القاضي نزار
عقد من التحرير ولا تزال عدن تشكو
كيف استقبل أبناء عدن قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية؟
محمية الحسوة في عدن.. من حديقة خلابة إلى مكب للنفايات ووكر للجريمة
2021 الحصاد المُر في عدن.. عام بلون الدّم وطعم الحنظل
مقالات
 
 
الأحد 03 مارس 2019 07:05 مساءً

عطر امرأة !

سام الغباري

 

 

وقف "آل باتشنو" أمام أستاذة جامعية في فناء مدرسة "بيرد" متأبطًا ذراع مساعده "تشارلي" قائلًا : أليس هذا عِطر "فلور دوروكاي" ، وأضاف : إنه زهور من الجدول !، تسمّرت الأستاذة التي كانت مسؤولة عن لجنة تأديبية لمراجعة تصرفات مساعده ، وعلت وجهها تلك الدهشة التي تصيبنا حين يكتشف امرئ ما نوع رائحتنا ، وإسم العِطر الذي نعشقه .

 

مضى الرجل الأعمى الذي أدى أعظم أدواره التاريخية في فيلم "عِطر إمرأه" قائلًا لمساعده الوسيم : لا تقل لي عنها شيئًا ، وبدأ في وصفها بدِقة رجل يرى كل شيء ! ، إنها مهارة "آل باتشنو" التي قلّ نظيرها في السينما العالمية ، مِثل هذا الرجل المبهر لا يتكرر مرتين في زمن واحد إطلاقًا .

 

رائحة اليمن هي الأخرى بحاجة إلى رجل مُبصر . العين تكشف الألوان والوجوه، لكنها ليست كافية لإختبار نوع الرائحة وأسمها . تلك الأصناف التي تنبعث من أجساد النساء تحتاج إلى روح حساسة قادرة على معرفة العِطر الذي تنتجه اليمن ، إنه الدم . هل شممت رائحة الدم ؟

 

أذهب إلى اليمن لتعرف كيف تعثرت بلادي بقوم من أصحاب العِرق المقدس لتكتشف أن مواطنيها غرقوا جميعًا في نهاية هي الأخرى لم تعد تشكل فارقًا في حياة الملايين المحاصرين ببؤس العِرق وطعنة المجاعة وشرود الإثم السُلالي القبيح.

 

أنا محاصر أيضًا بفيلم "عِطر إمرأة" منذ عرضه الأول ، مازلت أشاهده كبداية تعلقي بالسينما ، مبهورًا به ، يأسرني الحزن في عينيّ الرجل الضرير حتى يغمرني البكاء ، وتأخذني الابتسامة في رقصة ال "تانغو" مع تلك الشابة المذهلة في بهو فندق "والدورف أستوريا" ، ويُشعرني بالتحدي الذي إختفى من أرواحنا وهو يقود سيارة فيراري حمراء حديثة الصنع .

 

كان "فرانك" أو "آل باتشنو" بحاجة إلى روح جديدة يتشبث بها ليعود عن فكرة الإنتحار ، كان بحاجة إلى يوم أخير وحقيقي لا يهمه بعد ذلك شيء آخر .

 

سيطلق رصاصة على رأسه وينتهي ألمه ، رفض العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي تسليم سلاحه الذي كان يصوبه إلى رأسه صائحًا "أنا في الظلام !" ، عيناه المتسمرتين في الفراغ مشهد مذهل لا يقدر على إجادته أحد ، كل شيء كان حقيقيًا ، وكنتُ أنا "تشارلي" .

 

 إلا أني رأيت ضباط الجيش اليمني يُسلّمون أسلحتهم إلى الحوثيين ويفرون هاربين من حمايتنا .

 

كنت أنا "تشارلي" حقًا ، ذهبت إلى السجن لأني لم أجد رجلًا مثل "آل باتشنو" ، رجلًا مُبصرًا ، قادرًا على معرفة تفاصيل بلادي من رائحتها وأنواع رجالها ومعادنهم ، حين انتفض في وجه مدير مدرسة "بيرد" الذي حاول الاحتيال على القيم ، ألهم الطلاب معنى أن يكون المرء مُحترمًا ، وأن تلك القيمة هي الشيء الأسمى الذي يجب حمايته والاحتفاظ به .

 

ما أسعى إليه دومًا أن اكون مصدر فخر لعائلتي ومدرستي ومدينتي وبلادي ، أنا واحد من كثير مزقتهم الحرب وأبعدتهم عن كل شيء جميل إرتبطوا به ، أريد أن أقود سيارتي لمرة أخرى في مدينتي كما كنت أفعل دون أن أصطدم بوجه "حوثي" ملعون يُحقق معي عن سبب رفضي لقداسة سيده السفاح . عِشت أجمل سنين عُمري في الكتابة والحب ، هناك على قارعة حيّنا المُطل على شارع لا يهدأ من أبواق السيارات وحوادث الليل ،أترصد أفلام السينما كما يترصد صديقي فتيات الشارع ، يحاول تأدية دور "آل باتشنو" بعقل مراهق في الثانوية ، فيظهر كسيحًا بلا قدمين .

 

لقد انقذ "آل باتشنو" حياة مساعده الفقير من الموت المعنوي ، أنقذه من الفصل مُستخدمًا أفضل الخُطب النارية في تاريخ العلاقات العامة لإدانة مجتمع من الملوثين المتأنقين ، تلك اللحظة أعادته إلى الحياة ، لقد وجد سببًا جوهريًا ليستمر في تحدي العمى الذي كمن له في نهايات عُمره البطولية ، كانت الكلمات وحدها قادرة على إعادة تنصيب القيم الحقيقية وهزيمة الانحراف القيمي الذي تصنع به ذلك المدير السيء .

 

 معركة طالب واحد كانت بالنسبة ل "آل باتشنو" الحرب الأخيرة التي لا يُمكن أن يُهزم فيها ، أطلق رصاصاته "كلماته" في مواجهة ملحمية ما تزال مصدر إلهام لكل متابعي وعُشاق الأدب العالمي ، وخرج منتصرًا ، مغمورًا بتصفيق طلاب المدرسة ، وفي طريقه إلى المنزل ، لاحقته الأستاذة الجامعية ليحكي لها عن أسم عِطرها . ثم يتركها مشدوهة ، وعلى وجهها ابتسامة امرأة أخرى .

 

القادة الحقيقيون هم أولئك الذين تأسرهم الروائح الجميلة ويحفظون أسماء العطور ، أولئك المثقفون القادرون على حماية روح واحدة من الهزيمة والبتر ، أولئك الذين يمنحوننا النزاهة والشجاعة بما يكفي لإنقاذ إنسان آخر من الموت .. هل أنت منهم ؟

 

وقف "آل باتشنو" أمام أستاذة جامعية في فناء مدرسة "بيرد" متأبطًا ذراع مساعده "تشارلي" قائلًا : أليس هذا عِطر "فلور دوروكاي" ، وأضاف : إنه زهور من الجدول !، تسمّرت الأستاذة التي كانت مسؤولة عن لجنة تأديبية لمراجعة تصرفات مساعده ، وعلت وجهها تلك الدهشة التي تصيبنا حين يكتشف امرئ ما نوع رائحتنا ، وإسم العِطر الذي نعشقه .

مضى الرجل الأعمى الذي أدى أعظم أدواره التاريخية في فيلم "عِطر إمرأه" قائلًا لمساعده الوسيم : لا تقل لي عنها شيئًا ، وبدأ في وصفها بدِقة رجل يرى كل شيء ! ، إنها مهارة "آل باتشنو" التي قلّ نظيرها في السينما العالمية ، مِثل هذا الرجل المبهر لا يتكرر مرتين في زمن واحد إطلاقًا .

رائحة اليمن هي الأخرى بحاجة إلى رجل مُبصر . العين تكشف الألوان والوجوه، لكنها ليست كافية لإختبار نوع الرائحة وأسمها . تلك الأصناف التي تنبعث من أجساد النساء تحتاج إلى روح حساسة قادرة على معرفة العِطر الذي تنتجه اليمن ، إنه الدم . هل شممت رائحة الدم ؟

أذهب إلى اليمن لتعرف كيف تعثرت بلادي بقوم من أصحاب العِرق المقدس لتكتشف أن مواطنيها غرقوا جميعًا في نهاية هي الأخرى لم تعد تشكل فارقًا في حياة الملايين المحاصرين ببؤس العِرق وطعنة المجاعة وشرود الإثم السُلالي القبيح.

أنا محاصر أيضًا بفيلم "عِطر إمرأة" منذ عرضه الأول ، مازلت أشاهده كبداية تعلقي بالسينما ، مبهورًا به ، يأسرني الحزن في عينيّ الرجل الضرير حتى يغمرني البكاء ، وتأخذني الابتسامة في رقصة ال "تانغو" مع تلك الشابة المذهلة في بهو فندق "والدورف أستوريا" ، ويُشعرني بالتحدي الذي إختفى من أرواحنا وهو يقود سيارة فيراري حمراء حديثة الصنع .

كان "فرانك" أو "آل باتشنو" بحاجة إلى روح جديدة يتشبث بها ليعود عن فكرة الإنتحار ، كان بحاجة إلى يوم أخير وحقيقي لا يهمه بعد ذلك شيء آخر .

سيطلق رصاصة على رأسه وينتهي ألمه ، رفض العقيد المتقاعد في الجيش الأميركي تسليم سلاحه الذي كان يصوبه إلى رأسه صائحًا "أنا في الظلام !" ، عيناه المتسمرتين في الفراغ مشهد مذهل لا يقدر على إجادته أحد ، كل شيء كان حقيقيًا ، وكنتُ أنا "تشارلي" .

 إلا أني رأيت ضباط الجيش اليمني يُسلّمون أسلحتهم إلى الحوثيين ويفرون هاربين من حمايتنا .

كنت أنا "تشارلي" حقًا ، ذهبت إلى السجن لأني لم أجد رجلًا مثل "آل باتشنو" ، رجلًا مُبصرًا ، قادرًا على معرفة تفاصيل بلادي من رائحتها وأنواع رجالها ومعادنهم ، حين انتفض في وجه مدير مدرسة "بيرد" الذي حاول الاحتيال على القيم ، ألهم الطلاب معنى أن يكون المرء مُحترمًا ، وأن تلك القيمة هي الشيء الأسمى الذي يجب حمايته والاحتفاظ به .

ما أسعى إليه دومًا أن اكون مصدر فخر لعائلتي ومدرستي ومدينتي وبلادي ، أنا واحد من كثير مزقتهم الحرب وأبعدتهم عن كل شيء جميل إرتبطوا به ، أريد أن أقود سيارتي لمرة أخرى في مدينتي كما كنت أفعل دون أن أصطدم بوجه "حوثي" ملعون يُحقق معي عن سبب رفضي لقداسة سيده السفاح . عِشت أجمل سنين عُمري في الكتابة والحب ، هناك على قارعة حيّنا المُطل على شارع لا يهدأ من أبواق السيارات وحوادث الليل ،أترصد أفلام السينما كما يترصد صديقي فتيات الشارع ، يحاول تأدية دور "آل باتشنو" بعقل مراهق في الثانوية ، فيظهر كسيحًا بلا قدمين .

لقد انقذ "آل باتشنو" حياة مساعده الفقير من الموت المعنوي ، أنقذه من الفصل مُستخدمًا أفضل الخُطب النارية في تاريخ العلاقات العامة لإدانة مجتمع من الملوثين المتأنقين ، تلك اللحظة أعادته إلى الحياة ، لقد وجد سببًا جوهريًا ليستمر في تحدي العمى الذي كمن له في نهايات عُمره البطولية ، كانت الكلمات وحدها قادرة على إعادة تنصيب القيم الحقيقية وهزيمة الانحراف القيمي الذي تصنع به ذلك المدير السيء .

 معركة طالب واحد كانت بالنسبة ل "آل باتشنو" الحرب الأخيرة التي لا يُمكن أن يُهزم فيها ، أطلق رصاصاته "كلماته" في مواجهة ملحمية ما تزال مصدر إلهام لكل متابعي وعُشاق الأدب العالمي ، وخرج منتصرًا ، مغمورًا بتصفيق طلاب المدرسة ، وفي طريقه إلى المنزل ، لاحقته الأستاذة الجامعية ليحكي لها عن أسم عِطرها . ثم يتركها مشدوهة ، وعلى وجهها ابتسامة امرأة أخرى .

القادة الحقيقيون هم أولئك الذين تأسرهم الروائح الجميلة ويحفظون أسماء العطور ، أولئك المثقفون القادرون على حماية روح واحدة من الهزيمة والبتر ، أولئك الذين يمنحوننا النزاهة والشجاعة بما يكفي لإنقاذ إنسان آخر من الموت .. هل أنت منهم ؟


اقرأ المزيد من عدن الغد | عِطر امرأة ! http://adengad.net/news/370813/#ixzz5h7p7NYX0

شاركنا بتعليقك

شروط التعليقات
- جميع التعليقات تخضع للتدقيق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها







الأكثر قراءة
مقالات الرأي
قبل حوالي أربعة اشهر ودع مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم نجله عمر الذي استشهد وهو يؤدي واجبه
الولاء والوفاء يجسدان عمق العلاقات التاريخية بين حضرموت والمملكة العربية السعودية في يومها الوطني. فعندما
اعتاد صالح في خطاباته، وخاصة بعد أن تكون اللقاء المشترك وابتعد الإصلاح عن مجاله على الإشارة إلى الحزب
دعا "العزي" اليدومي، رئيس حزب الاصلاح، في كلمته بمناسبة ذكرى التأسيس الـ35، الى شراكة وطنية، بعد القضاء على
لاشك بأن قرار البنك المركزي اليمني مساء الاحد بتثبيت سعر صرف الريال اليمني مقابل الريال السعودي عند 425 للشراء
  خلال المؤتمر الصحفي الذي -شاركت في تغطيته- للناطق الرسمي لقوات المقاومة الوطنية العميد صادق دويد، كشف فيه
كانت الوحدة اليمنية دائما عل رأس الهموم الوطنية والمهام التاريخية لشعبنا ومجتمعنا ، لكنها كانت ايضا جزء من
في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، ظهر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور
استمعت كغيري لخطاب الرئيس رشاد العليمي  بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية (35 )  وهنا لي معه وقفات فاقول : يا
منذ اندلاع الأزمة اليمنية عام 2015، قدّمت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة دعمًا
اتبعنا على فيسبوك