تأتي ( قطر ) بما لا تشتهي ( الإمارات ) .
ي نسختها السابعة عشر , تمكنت قطر أن تحرز كأس بطولة الأمم الأسيوية للمرة الأولى في مشوار مشاركاتها الأسيوية . في النهائي تغلبت قطر على منتخب اليابان بنتيجة ( 3 ـ 1 ) ، وقبلها هزمت منتخب الإمارات المضيف بنتيجة ( 4 ـ 1 ) . وخلال مشوارها هذا حققت قطر ما هو أعظم من كأس البطولة على أكثر من صعيد ومستوى .
ـ في طريقها للكأس هزمت قطرُ منتخبات أربع دول فازت بكأس هذه البطولة من قبل . لتؤكد قطر هنا جدارتها الرياضية وقوة إدارتها لشؤون البلاد عامة , برغم الحصار والمقاطعة بزعامة الإمارات الشقيقة . وكأنما تقول قطر للجميع أن دولة لم ينهكها الحصار رياضيا , فلم ولن يؤثر فيها سياسيا وشعبيا واقتصاديا مطلقا .
ـ في طريقها للكأس حققت قطر حب وتأييد الجماهير العربية والعالمية . وقد ظهر ذلك جليا في عدد من عواصم العالم , من خلال احتفالات الفرح ومشاعر الفخر بما حققته قطر المحاصرة . وجسد موقفُ أبناء عُمان ـ حضوريا ـ خير دليل على أن شعوب هذه الأمة مهما حاول السياسيون وأد مواقفها الوطنية وحل رباطها إلا أنها تنتهز الفرصة لتعلن للجميع أن موقف الدول سياسيا لا يمثل موقف الدول شعبيا . لقد كان موقف الشعوب عامة بمثابة بيان رفض دامغ لكل ممارسات الإقصاء والتهميش ضد دولة قطر الشقيقة .
ـ في طريقها للكأس حصدت قطر ثمرة ثبات مواقفها الوطنية والإنسانية ، ونالت بجدارة أجر صبرها على كل ضيم . هناك في ملعب محمد بن زايد وملعب الشيخ زايد ( رحمه الله ) مزقت قطر الخيوط العنكبوتية للحصار ، وحطمت الجدار الكرتوني للمقاطعة . هناك أثبتت قطر أن جدران الحصار مهما علت لم تحجز قلوبا عن حبها ودعمها ، وأن قيود المقاطعة مهما طغت لم تمنع عقولا عن تأييدها وتقديرها . وإن كل ما مارسته دول الحصار ضدها لن يكسر عزيمتها ولن يثني استقامة مواقفها . هناك أرادوا لقطر الفشل والذلة والخزي والحزن والضيق ، وأراد لها الله النصر والعزة والفخر والسعادة والفرج . وليت هذا يجعل دول الحصار تراجع مواقفها السياسية وتبادر بتصحيحها .
ـ في طريقها للكأس أكدت قطر أحقيتها وجدارتها باحتضان كأس العالم ( 2022 ) , فهي دولة تحقق النجاح وتصنع السلام على كل المستويات , برغم ما أراده لها الغير من الفشل والانهيار والاستسلام . هناك من قلب الإمارات وبهذا الانجاز الوطني المنشود ، وبكل هذا الحب الجماهيري من خارج الحدود ، وبكل هذا الفخر العربي بلا قيود , تحقق قطر رياضيا منجزا ومكسبا لم تحققه لها عشرات الجلسات من المفاوضات والجهود العربية والدولية سياسيا . لقد أتت رياضة قطر بما لا تشتهيه سياسة الإمارات , ومن يقف معها في وحل حصارها المخزي .
أبو الحسنين محسن معيض
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها