القضاء يطعننا في الظهر ٢
عندما ننتقد ظاهرة ما في مقال لا يعني أن لنا أغراض شخصية، وإن كان مكافحة الفساد غرض عام وشخصي ذات الوقت. تحدثت اليوم في مقال عن تجاوزات القضاء وخصصت فقرة واحدة منه لمعهد القضاء العالي وما صاحب عملية القبول فيه. عديد من زملائي في كلية الحقوق تقدموا للأمتحان وكانت المسألة بالنسبة لكل خريج حقوق من جامعة عدن عظيمة وأشدنا بها كثيراً.
سارت الأمتحانات بكل ما يصاحب امتحان مكثف ومفاجئ من تعب وعشته مع الجميع زملاء وأصدقاء وحتى في داخل بيتي، تركنا العملية تمر وفقاً لطموحات القانونيين وأهداف السلطة القضائية من نقل المعهد إلى عدن. معلقين آمال عريضة على نتائج هذا الاستحقاق اعترافاً منا بقدسية القضاء واستقلاليته ولمعرفتنا إلى ذلك الحين على الأقل بنزاهة القائمين على المعهد.
ومرت قرابة ثلاثة أشهر وطال انتظار النتائج ، إلى أن ظهرت ، وفيها تم حسف مئات الأحلام التي انتظرت ساعة إعلان الخبر، كان الفشل حليف الاغلبية، ومن بينهم اغلب اصدقائي الذين كانو يتوقعون أن اتوسط لهم لموقعي لكن وساطتي الوحيدة التي كنت ابديها لهم لدى الله بالدعاء. تواصلت معي زوجتي وهي أيضا امتحنت ورسبت قلت لها سنفتح ملفات المواد عندما يفتحوا التظلمات فوافقت، سألت قيادة المعهد العالي للقضاء عن آلية التضلم، أجابوا لي أنه لم يكن في صنعاء يسمح بالتظلم لكن عشانك سيعاد النظر إلى ملفاتها حصراً رفظت المسألة برمتها وقلت مافي داعي.
عند عودتي للمنزل كانت الصدمة عندما أتيح لي قرائة النتائج كاملة رأيت أسماء أعرفها وأعرف مستواهم التعليمي البارز في قوائم الرسوب، وأبناء وبنات واصهار القضاة في سلم النجاح ولمعرفتي أيضاً بمستوياتهم المتدنية صدمت ، وأشرت في منشور مقتضب أنني اشعر بالكارثة التي حصلت لي عندما قرأت النتائج، لكنني لست إستثناء وكنت انتظر الطريقة المناسبة للإحتجاج بالوسائل الممكنة لدى قيادة المعهد، والسلطة القضائية.
أمس وردني خبر تعميم جماعة الحوثي بإسم وزارة العدل أسماء ١١٤٢ من النخبة السياسية تمنعهم من التصرف في أياً من ممتلكاتهم قانونياً وأنا أحد المشمولين في القائمة، واليوم تابعنا انفجار الرأي العام بقضية إضراب القضاة، وقضاه يتحدثون عن اجحاف طالهم من مجلس القضاء الأعلى وقضاة يتهمون قضاة آخرين في مجلس القضاء الأعلى بتعطيل التسويات ضاق بي الأمر وقررت فتح الموضوع للرأي العام في ذلك المقال.
اتحدى أياً كان أن يثبت أنني تواصلت معه طالباً التوسط لأحد أفراد عائلتي أو أصدقائي لا قبل الإمتحانات ولا بعد ظهور النتائج، وعندما نكف أيدينا وألسنتنا عن غرف حقوق الأخرين لا يعني أن نسمح لغيرنا بذلك.
اتمنى توصل الرسالة لمن يعتقد أنه قادر على شراءنا أو ابتزازنا، وإذا كنا قد انتظرنا من قبل لاعتبارات النصح في السراء فإننا اليوم نستطيع الحديث وبالإسماء عمن تلاعب بنتائج الطلاب. وسنحتكم جميعاً لكل مستويات الإدارة والرقابة على عمل المعهد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها