الانتقالي الجنوبي.. دعوة أخيرة للتصحيح
بعيدا عن ظروف نشأة وتكوين المجلس الإنتقالي وتوقيت إنطلاقة، وبصرف النظر عما إذا كان ممثلا لكل التيارات والاطياف الجنوبية من عدمه، فقد كان بارقة أمل للجميع حتى أولئك الذين تحفظوا حيال دوافعه واندفاعه، والتزموا الصمت كنوع من منحه الفرصة كتيار سياسي يسد تغرة الانتقادات الخارجية للجنوبيين غير القادرين على تشكيل أنفسهم سياسيا، وتلك مزاعم القوى غير المؤمنة بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.
لكن وبعد ثلاثة أعوام من مولد المجلس الانتقالي الجنوبي من حقنا أن نقارن بين ما كنا عليه وما أصبحنا فيه، ونحدد بالضبط موقع القضية على خارطة الوعي الجنوبي ونقيس مسافة المواقف الخارجية من محور القضية وتطلعات الشعب وتضحياته، وعلينا أن نبدأ مرحلة تقييم حقيقي لمسيرة الانتقالي ونشير إلى نقاط الإخفاق وعلى الإنتقالي أن يقف بمسؤولية أمام ذلك ويخرج من دائرة الانفعال ويتعلم القراءة العميقة في المعطيات الراهنة ويستثمر الإيجابي ويتجنب السلبي وعليه أن يكتب كذلك الأهداف بالعمل الجاد المنظم ويصحح من نهجه وسلوكه ويرفع سقف تفكيره ووعيه بما يتؤام مع تطلعات الشعب وأهداف قضيته.
على الإنتقالي أن يتجاوز مرحلة تشكيل الهيئات والاجتماعات والبيانات والخطب والسفريات والصور والشعارات والحملات الفيسبوكية والتويترية إلى مرحلة نلمس فيها جهوده ونذوق ثمار التفويض الشعبي، وعليه أن يكون مستقلا بقراره وثابتا في مبادئه وعند مستوى المسؤولية والتحدي، وعليه أن يتصالح مع من قفز على تضحياتهم ونضالهم وهمشهم وتنكر لهم من رواد الثورة الجنوبية السلمية، وأولئك الذين تشيعوا له وخابت آمالهم فيه، وعليه أن يتخلص ممن أساءوا له ولم يكونوا عند مستوى المسؤولية ودون الإمكانات المطلوبة.
وعلى كل من دافع عن الإنتقالي بمقابل أو بدون مقابل أن يمارس حقه في الانتقاد البناء وهذه دعوة أخيرة لتصحيح الأخطاء وتدارك انهيار الإنتقالي في قلوب الناس.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها