الخميس 27 ديسمبر 2018 06:14 مساءً
#رسالة_بلا_بريد..
هل جربت أن تكتب رسالة إلى شخص لن يعود أبدا؟ ..
تمتد أصابع يدك لتكتب حروف الرسالة الأولى وسريعا سريعا تجد أن الكثير من أحرف الكلمات تغادرك وتعدو هاربة .
تطاردها بين أزقة أوردتك وأفكارك ومخيلتك ولكنك تفشل في أن تقبض على أيا منها ، تشعر الأحرف بفداحة مثل هذه الرسائل وصعوبتها وألمها وعذاباتها فتفضل أن تدوًن على جدار رسائل أخرى مغايرة ..
رسائل لقاء أصدقاء أو طلب عزومة أو تخليص دين.
وحدها روحك من تمنحك القدرة على كتابة هذه الرسائل ومداد قلبك هو الوحيد الذي ينسكب على رقعة هذه الرسائل ليشكل جدارها الموجع.
وأصعب الرسائل هي تلك التي نوجهها إلى أناس رحلوا عن حياتنا ..
هل جربت أن تفقد إنسان ماكنت تظن أن حياتك تمضي يوما واحدا دونه؟ ..
يمتد الموت غالبا دونما استئذان ليوقف رحلات قطار إنسانية ويحرفها عن مسارها ، يغرق سفينة مبحرة بسلام ، ويفك وثاق أيادي ظنت أنها مرتبطة إلى الأبد .
ينزل المسافرون من القطار المتوقف ليلوحوا بأياديهم لبعضهم عقب افتراق ، ويبحر الناجون من السفن الغارقة على أمل اللقاء مجددا لكنهم لايلتقون ابدا تقذف الامواج بهم بعيدا بعيدا ، وتمتد الأيادي التي فك وثاقها باحثة عما تبقى من لحظات أمان فلا تجدها.
لايستأذن الموت في اختطاف الأشياء الجميلة حولنا ، بل انه لايمنح أصحابها فرصة تصديق رحيل الأحبة ..
على طول طرقات مزدحمة وعلى ضفاف شواطئ الذكريات يكتب الناس كل يوم رسائل كثيرة إلى من رحلوا ، يبثًون فيها أحزان كثيرة والآم كثيرة لكنها رسائل لاتصل إلى احد.
وأصعب الرسائل هي تلك الرسائل التي يكتبها المحبون لبعضهم ، بعد خيبات أمل باتساع الوجود! .
يكتب المحبون لبعضهم رسائل كثيرة ومتعددة ، أولى الرسائل تكتبها الأعين لبعضها البعض مستهلة عالم كبير من الألم والحزن والفرح والوعود والخيانات والانتصارات والخيبات أيضا.
يكتب المحبون لبعضهم رسائل كثيرة بعضها على مدونات الورق الأبيض وأخرى برسائل الهاتف النقال وأخرى تكتبها الشفاه وتشابك الأيادي واخرى بمداد القلب النازف الذي لايراه احد .
ولكن أصعب الرسائل هي تلك التي يكتبها محب ما إلى حبيب لم يعد له وجود ، غاب وارتحل ..
كتب الشعراء والأدباء الآلاف من الرسائل ترجموا بها أحوال المحبين لكن ثمة رسائل صغيرة لم تكتب قط ومشاعر لم تنثر على ورق الصحافة والأدب وظلت طي كتمان قلوب أصحابها وماتت بموتهم.
أصعب الرسائل هي تلك التي نوجهها إلى عنوان تغيًر أصحابه وارتحلوا ، تبعث برسالتك هذه فلا يرتد لك إلا صدى أحرفك وضياع الأماكن وغياب أصحابها.
جرب أن تكتب رسالة هي خليط من دموع أعينك ودماء قلبك وصيحات أحلامك المحطمة! .
التقيته قبل سنوات طويلة في عدن كان رجلا في العقد الرابع من عمره يقود طفلتين صوب منزله ، كان ذلك قبل سنوات ، كنت في أولى سنوات الثانوية العامة وكان رجلا على مشارف سن "الكبر".
كان بمثابة الأب الروحي لي ، مثقف ولبق الحديث ووسيم وعلى قدر كبير من الثقافة والتعلم ، استعرت منه كتب كثيرة شكلت وجه بسيط لثقافة محدودة احملها اليوم .
كان طبيبا بمستشفى باصهيب وحرص على ان تكون له حياة خاصة مختلفة عن اقرأنه.
جلس إلى مكتبه الصغير ذات يوم وبدأ :" يحكي دونما مقدمات عن فتاة أحبها قبل سنوات طويلة أيضا .
وحدها قصص الحب الخائبة من تدفع أصحابها للحديث عنها لكل العابرين على أمل لا أمل له.
يشبه هؤلاء المصابون بأمراض لاامل بالشفاء منها ، يطاردون الأمل بكل الوصفات حتى وان بدأ الأمر مستحيلا لكنهم يفعلون كل شيء.
وهؤلاء يتحدثون كثيرا على أمل مفقود ويقفون على ناصية طرقات لا مارة لها ومطارات بلامسافرين ويلوحون بايديهم لمسافرون على رصيف قطار لن تأتي رحلته ابدا ..
مد لي بصورة فتاة في العشرينات من عمرها "ضاحكة" وقال :" هذه هي أمل ....
وأمل هذه حبيبة سابقة له أحبها وأحبته لسنوات ، إلا أن صراعا مدمرا في عدن نشب ذات يوم انتهى بفراقهما ، فر الرجل خارج المدينة وحينما عاد بعد سنوات كانت أمل أما لأطفال آخرين وزوجة ترتمي أخر المساء في أحضان رجل أخر.
ولم يتبقى من"أمل" سوى صورة وخطابات ملونة وكروت معايدة وعبارة تٌقرأ بصعوبة كتبت بمداد احمر "سنبقى إلى الأبد سويا..
زرته قبل أيام في منزله ، بدأ كهلا عجوزا ، ألقيت نظرة على مكتبته التي تمزقت كتبها لكن حقيبته التي يحتفظ بداخلها على رسائل حبه القديم لاتزال في مكانها .
ثمة أشياء عظيمة في الحياة لكن أعظمها أن يحتفظ شخص ما بصورة ورسالة تهالكت اوصالها لـ 32 عاما ..
اتخيله حافظ على رسائله هذه وجنبها أخطار الحرائق والأمطار والترحال ونجح لكنه فشل في الحفاظ على من كتب هذه الرسائل له .
أجمل القصص هي تلك التي لانقرأ فصلها الأخيرة ، وأجمل الرحلات التي نتعثر على أطراف محطتها النهائية وأجمل قصص الحب هي تلك التي تظل مفتوحة على كل الاحتمالات، وأجمل الخطابات التي نقرأها الاف المرات ولانمل منها ..
على طول طريق قصيرة بكورنيش "ريمي" سرت قبل ايام مع حلول ساعات المساء الاولى ، كلص استرقت نظارات لشاب يجلس الى جوار فتاة ويشبك يده بيدها ، تذكرت صاحبي ، تذكرت أمل وابتسامتها الجميلة وماتبقى منها..
على طول الطريق شاهدت ايادي متشابكة كثيرة وخًيل لي ان سمعت احاديث حميمية كثيرة ايضا.. كثيرة هي الوعود التي ينثرها العاشقين لكن اليسير منها مايتبقى .
تذكرت كل شيء لكنني نسيت ان اسأل صاحبي :" هل تتذكره امل مثلما يتذكرها؟
هذا السؤال الذي فشلت في ان اسأله اياه لكنني اضعه هنا على صفحتي لعلي اجد اجابة..
هل كل الرجال اوفياء كصاحبي ...؟ وهل كل النساء مثل امل؟
تمتد أصابع يدك لتكتب حروف الرسالة الأولى وسريعا سريعا تجد أن الكثير من أحرف الكلمات تغادرك وتعدو هاربة .
تطاردها بين أزقة أوردتك وأفكارك ومخيلتك ولكنك تفشل في أن تقبض على أيا منها ، تشعر الأحرف بفداحة مثل هذه الرسائل وصعوبتها وألمها وعذاباتها فتفضل أن تدوًن على جدار رسائل أخرى مغايرة ..
رسائل لقاء أصدقاء أو طلب عزومة أو تخليص دين.
وحدها روحك من تمنحك القدرة على كتابة هذه الرسائل ومداد قلبك هو الوحيد الذي ينسكب على رقعة هذه الرسائل ليشكل جدارها الموجع.
وأصعب الرسائل هي تلك التي نوجهها إلى أناس رحلوا عن حياتنا ..
هل جربت أن تفقد إنسان ماكنت تظن أن حياتك تمضي يوما واحدا دونه؟ ..
يمتد الموت غالبا دونما استئذان ليوقف رحلات قطار إنسانية ويحرفها عن مسارها ، يغرق سفينة مبحرة بسلام ، ويفك وثاق أيادي ظنت أنها مرتبطة إلى الأبد .
ينزل المسافرون من القطار المتوقف ليلوحوا بأياديهم لبعضهم عقب افتراق ، ويبحر الناجون من السفن الغارقة على أمل اللقاء مجددا لكنهم لايلتقون ابدا تقذف الامواج بهم بعيدا بعيدا ، وتمتد الأيادي التي فك وثاقها باحثة عما تبقى من لحظات أمان فلا تجدها.
لايستأذن الموت في اختطاف الأشياء الجميلة حولنا ، بل انه لايمنح أصحابها فرصة تصديق رحيل الأحبة ..
على طول طرقات مزدحمة وعلى ضفاف شواطئ الذكريات يكتب الناس كل يوم رسائل كثيرة إلى من رحلوا ، يبثًون فيها أحزان كثيرة والآم كثيرة لكنها رسائل لاتصل إلى احد.
وأصعب الرسائل هي تلك الرسائل التي يكتبها المحبون لبعضهم ، بعد خيبات أمل باتساع الوجود! .
يكتب المحبون لبعضهم رسائل كثيرة ومتعددة ، أولى الرسائل تكتبها الأعين لبعضها البعض مستهلة عالم كبير من الألم والحزن والفرح والوعود والخيانات والانتصارات والخيبات أيضا.
يكتب المحبون لبعضهم رسائل كثيرة بعضها على مدونات الورق الأبيض وأخرى برسائل الهاتف النقال وأخرى تكتبها الشفاه وتشابك الأيادي واخرى بمداد القلب النازف الذي لايراه احد .
ولكن أصعب الرسائل هي تلك التي يكتبها محب ما إلى حبيب لم يعد له وجود ، غاب وارتحل ..
كتب الشعراء والأدباء الآلاف من الرسائل ترجموا بها أحوال المحبين لكن ثمة رسائل صغيرة لم تكتب قط ومشاعر لم تنثر على ورق الصحافة والأدب وظلت طي كتمان قلوب أصحابها وماتت بموتهم.
أصعب الرسائل هي تلك التي نوجهها إلى عنوان تغيًر أصحابه وارتحلوا ، تبعث برسالتك هذه فلا يرتد لك إلا صدى أحرفك وضياع الأماكن وغياب أصحابها.
جرب أن تكتب رسالة هي خليط من دموع أعينك ودماء قلبك وصيحات أحلامك المحطمة! .
التقيته قبل سنوات طويلة في عدن كان رجلا في العقد الرابع من عمره يقود طفلتين صوب منزله ، كان ذلك قبل سنوات ، كنت في أولى سنوات الثانوية العامة وكان رجلا على مشارف سن "الكبر".
كان بمثابة الأب الروحي لي ، مثقف ولبق الحديث ووسيم وعلى قدر كبير من الثقافة والتعلم ، استعرت منه كتب كثيرة شكلت وجه بسيط لثقافة محدودة احملها اليوم .
كان طبيبا بمستشفى باصهيب وحرص على ان تكون له حياة خاصة مختلفة عن اقرأنه.
جلس إلى مكتبه الصغير ذات يوم وبدأ :" يحكي دونما مقدمات عن فتاة أحبها قبل سنوات طويلة أيضا .
وحدها قصص الحب الخائبة من تدفع أصحابها للحديث عنها لكل العابرين على أمل لا أمل له.
يشبه هؤلاء المصابون بأمراض لاامل بالشفاء منها ، يطاردون الأمل بكل الوصفات حتى وان بدأ الأمر مستحيلا لكنهم يفعلون كل شيء.
وهؤلاء يتحدثون كثيرا على أمل مفقود ويقفون على ناصية طرقات لا مارة لها ومطارات بلامسافرين ويلوحون بايديهم لمسافرون على رصيف قطار لن تأتي رحلته ابدا ..
مد لي بصورة فتاة في العشرينات من عمرها "ضاحكة" وقال :" هذه هي أمل ....
وأمل هذه حبيبة سابقة له أحبها وأحبته لسنوات ، إلا أن صراعا مدمرا في عدن نشب ذات يوم انتهى بفراقهما ، فر الرجل خارج المدينة وحينما عاد بعد سنوات كانت أمل أما لأطفال آخرين وزوجة ترتمي أخر المساء في أحضان رجل أخر.
ولم يتبقى من"أمل" سوى صورة وخطابات ملونة وكروت معايدة وعبارة تٌقرأ بصعوبة كتبت بمداد احمر "سنبقى إلى الأبد سويا..
زرته قبل أيام في منزله ، بدأ كهلا عجوزا ، ألقيت نظرة على مكتبته التي تمزقت كتبها لكن حقيبته التي يحتفظ بداخلها على رسائل حبه القديم لاتزال في مكانها .
ثمة أشياء عظيمة في الحياة لكن أعظمها أن يحتفظ شخص ما بصورة ورسالة تهالكت اوصالها لـ 32 عاما ..
اتخيله حافظ على رسائله هذه وجنبها أخطار الحرائق والأمطار والترحال ونجح لكنه فشل في الحفاظ على من كتب هذه الرسائل له .
أجمل القصص هي تلك التي لانقرأ فصلها الأخيرة ، وأجمل الرحلات التي نتعثر على أطراف محطتها النهائية وأجمل قصص الحب هي تلك التي تظل مفتوحة على كل الاحتمالات، وأجمل الخطابات التي نقرأها الاف المرات ولانمل منها ..
على طول طريق قصيرة بكورنيش "ريمي" سرت قبل ايام مع حلول ساعات المساء الاولى ، كلص استرقت نظارات لشاب يجلس الى جوار فتاة ويشبك يده بيدها ، تذكرت صاحبي ، تذكرت أمل وابتسامتها الجميلة وماتبقى منها..
على طول الطريق شاهدت ايادي متشابكة كثيرة وخًيل لي ان سمعت احاديث حميمية كثيرة ايضا.. كثيرة هي الوعود التي ينثرها العاشقين لكن اليسير منها مايتبقى .
تذكرت كل شيء لكنني نسيت ان اسأل صاحبي :" هل تتذكره امل مثلما يتذكرها؟
هذا السؤال الذي فشلت في ان اسأله اياه لكنني اضعه هنا على صفحتي لعلي اجد اجابة..
هل كل الرجال اوفياء كصاحبي ...؟ وهل كل النساء مثل امل؟
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها