معالجة فواتير عدن
عدن مجتمع مدني يعي حقوقه و واجباته , في مرحلة ما قبل الحرب كانت عدن موصوفة رسميا بكل التقارير بتفوقها للإيرادات , من ضرائب وجمارك وفواتير ماء وكهرباء واتصالات , في عدن تعودنا ان نسدد فواتيرنا وندفع ضرائبنا بقناعة وبرغبة جامحة بل نعتبره واجب وطني وأنساني يجب ان نلتزم به وهذه ثقافة ورقي مكتسب على مدى سنوات امتازت بها عدن اليوم , وهناك القليل جدا هم شواذ , يتلاعبون بالحق العام , وخاصة ايرادات المؤسسات الخدمية , مؤسسات الكهرباء والماء والاتصالات , وهي مؤسسات تستمد بقائها من بيع الخدمة المقدمة للمواطن, صحيح انها اسعار تجارية , بعد تخلت الدولة عن واجبها في توفير مثل هذه الخدمات بسعر رمزي , ليجد نفسه المواطن امام عب مالي ليس هينا بأسعار مهولة خاص للكهرباء , وما يضاف من نسبة في فاتورة المياه بما يسمى خدمة الصرف الصحي , دون أي مقابل في هذه الخدمة التي يتحمل اعبائها المواطن ,عمال المجاري لا يؤدون واجباتهم بدون مقابل يتحملها المواطن في الحي في حالة انسداد مجاري الصرف , كلما اثقل كاهل المواطن بالمصروفات التي تتفوق عن مستوى الدخل , كلما كان غير قادرا على الايفاء بواجباته المالية للمؤسسات الخدمية .
ولا ننسى الحرب , وتوقف رواتب الموظفين لفترة , الحرب والنزوح , وتكاليف اضافية اثقلت كاهل المواطن , مما راكم من حجم المتخلفات , وصار ثقل احبط الكثير وقتل لديهم روح الالتزام في تسديد الفواتير , حينها كتبنا نطالب المعنيين في شئون الدولة والمواطن , ايجاد حلول واعفاء المواطن من سنوات الحرب دون أي استجابة , لنبدأ صفحة جديدة فيها المواطن يدفع فواتير الخدمات , لتستمر الة التشغيل في هذه المؤسسات الخدمية ذاتيا دون الحاجة لدعم , كانت حينها ضرورة لتطبيع الحياة , حيث كادت الخدمات تنعدم بالكامل مع تزايد فترة انقطاع الكهرباء والماء , اليوم الدعم مستمر من قبل الاشقاء , دعم قد ينقطع في أي لحظة , وهل استقامة المؤسسات لتستطيع الايفاء بتوفير الخدمة ؟ , ام انه دعم تشغيل فقط , يتوقف هذا التشغيل بتوقف الدعم مباشرة , ومتى ستستقيم هذه المؤسسات ذاتيا لتستطيع توفير الخدمة دون الحاجة للدعم , ببيعها على المواطن بسعر يتناسب ومستوى الدخل العام للناس , مع اعفاء رسمي لفترة الحرب , اذا اريد للناس ان تستمر في الدفع وتسدد فواتيرها بانتظام .
تردد اشاعة اليوم عن اعفاء مناطق واقاليم من متخلفات الكهرباء والماء باستثناء عدن , اشاعة تستهدف عدن , بينما السياسيين يدركون جيدا اهمية عدن كعاصمة , اهميتها كنموذج للمناطق المحررة , ونموذج لمشروع الشرعية في مواجهة الانقلاب , من الضروري جدا ان تستقر عدن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا , والجهود حثيثة لاستقرار عدن من قبل الحكومة , رغم ما تواجهها من تحديات , وهنا نحذر من اتخاذ اجراءات قطع الكهرباء والماء دون حلول تذكر للمتخلفات , حلول ترضي الناس وتطمئنهم , الموطن شغوف في استقرار حياته والتزامه في تسديد فواتيره , وعلى الحكومة ان تتخذ بشجاعة قرارات بهذا الشأن , ويقدمون تنازل لإسقاط متخلفات عامين حرب على الاقل , ليبدأ صفحة جديدة من الاستقرار والتطبيع للحياة في تسديد ما عليه بأقساط مريحة , واسعار تناسب دخله المعيشي , دون ذلك ما هي الا اجراءات تعسفية قد تواجهها الناس , لا تخدم عدن ولا الصالح العام , والله الموفق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها