الحوار والمشاركة المجتمعية في إنجاحه
ان الحوار هو الطريق الأسلم وهو المخرج للوطن للتخلص من كل أزماته، وكيف لنا أن نرفض الحوار وهو منهج رباني وسلوك نبوي ومظهر حضاري!، فقد حاور الله سبحانه الملائكة عندما اخبرهم انه سيجعل في الارض خليفة، وسايرهم بالحوار حتى وصلوا الى قناعة بجهلهم امام علم الله وانه سبحانه يعلم كل شيء، وكذلك حاور إبليس اللعين.. وتعالى الله في علاه ان يكون بحاجة لهذه الحوارات مع خلقه ولكنه المنهج الرباني الذي يريدنا الحق سبحانه ان ننهجه في حياتنا...
فلابد من المشاركة المجتمعية في إنجاح الحوار الوطني التي لا تقل في أهميتها عن الحوار الرسمي الذي يدور في أروقة مؤتمر الحوار، لأنه من الأهمية بمكان أن يتم تهيئة المجتمع لتقبل مخرجات مؤتمر الحوار، فبدون تهيئة المجتمع لقبول نتائج الحوار سنكون في حوارنا كمن يغرد خارج السرب.
والتهيئة التي نقصدها تتمثل بتكريس ثقافة الحوار لدى المجتمع، والتسليم بأن الحوار هو طريقنا الوحيد والآمن لإخراج الوطن اليمني من المشاكل التي باتت تحدق به، بما يعنيه ذلك من تعميم لثقافة التعايش والتسامح والقبول بالآخر، على أساس الشراكة الوطنية في السلطة والثروة، وفقاً لمبادئ العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية، ورفض سياسات الاقصاء وادعاء احتكار الحقيقة.. ساعتها فقط سنعرف بأن اليمن سيتسع لكل أبنائه؛ بكل انتماءاتهم السياسية والمذهبية والمناطقية والقبلية والفئوية، وستعم خيراته لتشمل الجميع.
وعندما نتحدث عن المشاركة المجتمعية في انجاح الحوار الوطني نعني تُفعِل دور فئات المجتمع اليمني - بمختلف تكويناتها السياسية والاجتماعية والمدنية والاعلامية – وحشد طاقاتها القصوى خلال فترة مؤتمر الحوار، بحيث تصبح بمثابة فرق مساندة لأعضاء مؤتمر الحوار، من أجل إخراج اليمن من النفق الذي تردت فيه، وإيصالها إلى بداية طريق آمن يدفع بها صوب مستقبل زاهر..
فتكاتف جميع أبناء الشعب اليمني بمختلف قطاعاته وفئاته هو وسيلتنا لإنجاح الحوار الوطني، ونجاح الحوار هو نجاح لجميع أبناء الشعب اليمني شماله وجنوبه ، وتأميناً لحياتهم، وازدهاراً لمستقبلهم وتطلعاتهم وحل لمشاكلهم .
ولا ننسى أن سفينة الوطن تقلنا جميعاً على متنها، وخرق البعض لها سيؤدي إلى غرق الجميع، وبنجاتها ووصولها إلى بر الأمان سينجو الجميع.. وهو ما نأمل أن يخرج به مؤتمر الحوار الوطني بجهود الجميع.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها