على السمع والطاعة!!؟
((الناظر الى تركيبة المجلس الانتقالي الجنوبي و عناصره ، قبل النظر إلى تركيبته القانونية و مدى مشروعيتها من عدمها ، سوف يتساءل : ما هو تصورهم لمشروع دولة المستقبل و هم الذين ما زالوا في مربع البداية الاقصائي لباقي الأطراف السياسية في المساحة العامة لجنوب اليمن؟
بعد الحرب الأخيرة التي اجتاحت عدن ، المدينة التي كانت عاصمة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، حاول السلفيون ، و قد كانوا من بين من تصدر بشكل قوي ، و لافت ، مشهد المقاومة الجنوبية ، بلورة مفهومهم لشكل الدولة القادمة في جنوب اليمن ، المفهوم الذي يتعارض مع استعادة الدولة السابقة : جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ؛ لأنها لم تكن دولة إسلامية بل دولة ماركسية ، و في سبيل ذلك اقترحوا علماً جديداً لدولتهم المفترضة ابقوا فيه على اللون السماوي في علم الدولة و استبدلوا فيه النجمة الحمراء بكتابة شعار باللون الأبيض يحاكي ذات الشعار المكتوب في علم المملكة العربية السعودية.
و الآن يتصدر واجهة مشهد المجلس الانتقالي الجنوبي أحد أهم عناصر السلفيين ، بصفته نائب رئيس المجلس ، ما يجدد ، بالضرروة ، اعادة طرح ذات السؤال الجوهري لمشروع دولة المستقبل لهؤلاء الذين ينادون و يسعون الى استعادة دولة سابقة كانت تعتمد على دستور يتعارض مع مفهوم الدولة الجديدة التي ينادي بها هؤلاء السلفيون الذين هم جزء مهم في سياق المشهد السياسي في جنوب اليمن ، و في الوقت ذاته هم منقسمون بين الشرعية التي يمثلها رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي و تدعمه المملكة العربية السعودية ، و جزء صار مع المجلس الانتقالي الجنوبي و تدعمه الإمارات العربية المتحدة.
تقول المادة (35) من دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية : "المواطنون جميعهم متساوون في حقوقهم و واجباتهم [بصرف النظر عن جنسهم أو أصلهم أو دينهم أو لغتهم أو درجة تعلمهم أو مركزهم الاجتماعي]. و جميع الناس سواسية أمام القانون. و تقوم الدولة بكل ما يمكنها لتحقيق هذه المساواة عن طريق ايجاد فرص سياسية و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية متكافئة".
و قبل أيام احتفى مناصرو المجلس الانتقالي الجنوبي بلقاء عيدروس الزبيدي بدبلوماسي بريطاني ، على نحو لافت للانتباه ، دون الالتفات إلى أهمية ما طرحه هذا الدبلوماسي التي كانت بلاده استعمرت عدن و غيرها من المدن الجنوبية لأكثر من قرن و ربع قرن من الزمان.
قال السفير البريطاني سيمون شيركليف في تغريدة له على موقع "تويتر" إن "المملكة المتحدة تدعم صوتاً جنوبياً قوياً و[موحداً و الذي بإمكانه تحقيق أهدافه من خلال حوار سياسي و توافق] و ليس عن طريق العنف". ))
05 - يوليو – 2017
#سامي_الكاف
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها