ذكرى مقتل صالح كدافع لتوحيد الصف المناهض للانقلاب
رغم بشاعة الجريمة التي ارتكبها الحوثيون بحق حليفهم صالح وتحول جزء من أنصاره إلى قوة مناوئة لهم إلا أن ذلك لم يشكل فارقا كبيرا في الجبهة التي تواجه الحوثي! بالطبع الأسباب متعددة، ومنها الداخلي والخارجي، وهذا المقام للإشارة إلى أحد هذه الأسباب وهو أن كثيرا من هذه القوة المحسوبة على صالح والقيادات التي نجت من بطش الحوثي لم تنضم للشرعية وذهبت لمواجهة الحوثي من خارج الصف الوطني الذي تمثله الشرعية بقيادة الرئيس هادي، لتصبح بذلك قوة لابتزاز الشرعية أكثر منها قوة لمواجة الانقلاب إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي!!
بالمقابل، هناك قدر من تشفي ناشطين محسوبين على الشرعية بقضية تصفية صالح، واستمرار معظم الناشطين المحسوبين على صالح من المنشقين عن الانقلاب في مهاجمة الشرعية ومكوناتها السياسية وجبهاتها العسكرية بنفس الحدة التي كانوا عليها قبل انشقاقهم عن الحوثي، وهذا ساعد على بقاء الهوة واسعة بين الشرعية وبين قوة صالح المنشقة عن الحوثي فوق أن هذه ما تزال محدودة، وهكذا يبدو الحوثي هو المستفيد الأكبر من تصفية صالح، فالجزء الكبير من تيار صالح في المؤتمر أصبح بيد الحوثي إضافة إلى قوة صالح العسكرية و الاجتماعية والرمزية أيضا.
والأهم من ذلك أن الحوثي صار متخففا من أعباء الشراكة مع صالح ويتحرك كتلة واحدة سواء على الأرض في ميدان المعركة أو على طاولة المفاوضات.
لا أحدا ينكر أن أيادي خارجية هي من تعبث بالجبهة المناهضة للحوثيين إلا أن قابيلة جبهة الشرعية او اطراف داخلها لهذا العبث ساعد على كل هذا التشتت، وافقد الشرعية كثيرا من المكاسب التي كانت متاحة لها وما تزال.
لا زال هناك إمكانية للتلاقي وتوحيد الجبهة المناهضة للانقلاب داخل إطار الشرعية وتلافي الأخطاء السابقة.. يتحمل هذا التيار في المؤتمر الشعبي وقياداته وعقلاؤه مسؤولية كبيرة، تبعا لتحالفهم السابق مع الحوثي والذي يفرض عليهم أداء مضاعفا ضده اليوم، وتتحمل الشرعية مسؤولية ليست أقل لأنها المعنية بالتقاف هذه الانشقاقات والإفادة منها، ومن المعيب أن تظهر هذه الجبهة التي تشكل الأغلبية بهذا الضعف أمام أقلية انقلابية تريد أن تكون هي المهيمنة وصاحبة القرار.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها