عن الجنود المجهولين الذي حاربوا الإرهاب في حضرموت
قبل أيام قامت عناصر إرهابية مأجورة بإلقاء عبوة ناسفة على نقطة " بحيرة " العسكرية بين مدينتي سيئون وشبام في وادي حضرموت واستشهد اثنين من جنود اللواء 135 مشاة وأصيب اثنين آخرين ما يزالون يتلقون العلاج في المستشفى .
المؤسف أن العمل الإجرامي المدان بحق جنود يرابطون بين حر الشمس وغبار الصحراء وبرد الشتاء لتأمين الناس لم يحرك ساكنا لدى المحافظ اللواء فرج البحسني الذي لم يستنكر الجريمة أو يدينها ولم يتصل لتعزية أسر الشهداء وتقديم الواجب نحوهم ولم يقم بالاطمئنان على صحة الجنود الجرحى أو تقديم أي شكر لهم من باب القيام الواجب فهو وإن كان يقود المنطقة العسكرية الثانية وهؤلاء يتبعون اللواء 135 مشاة التابع للمنطقة العسكرية الأولى إلا أنه في الوقت نفسه محافظ لحضرموت كلها الساحل والوادي والصحراء فلماذا هذه الازدواجية ؟!
شخصيا اتجول في حضرموت منذ أسابيع ووجدت هؤلاء الجنود يرابطون في المواقع والطرقات والمدن لتأمين الناس حيث يأمنون 16 مديرية من مدينة الهجرين غربا إلى عمق صحراء الربع الخالي شرقا وبإمكانيات شحيحة لا تكاد تذكر دون أن يصلهم دعم من التحالف أو من إيرادات المحافظة بل لا تصلهم رواتبهم إلا كل شهرين أو ثلاثة أشهر بينما جنود المنطقة العسكرية الثانية يتقاضون رواتبهم شهريا وبمبالغ تبدأ من 2500 درهم إماراتي فما فوق إضافة إلى الامتيازات والعلاوات .
لقد أكد لي الكثير من أبناء حضرموت أنه قبل قدوم قوات اللواء 135 مشاة بقيادة العميد يحي أبو عوجا كانت مناطق مديريات وادي وصحراء حضرموت مرتعا لعصابات القاعدة وتجار الموت الذين عاثوا فيها فسادا وروعوا الناس ونشروا الإرهاب ثم قام اللواء 135 مشاة بجهود كبيرة لمطاردة هذه العناصر الإرهابية ودك اوكارها وخاض معها مواجهات كبيرة وسطر ملاحم وبطولات مشهودة حتى استتب الأمن في وادي حضرموت .
والكل يعلم أن الدعم الدولي والإقليمي الذي كان يقدم للسلطات في اليمن تحت لافتة محاربة الإرهاب كان يذهب لجهات وشخصيات لا علاقة لها بمحاربة الإرهاب وأن الجنود المجهولون الذين حاربوا الإرهاب وفرضوا الأمن والاستقرار وضحوا بأرواحهم وفارقوا أسرهم للأسف ما يزالون حتى اللحظة جنود مجهولون لم ينالوا حقهم من الدعم والاهتمام والتكريم بما يليق بجهودهم وتضحياتهم .
قليلون من النخبة اليمنية من يعلمون بجهود اللواء 135 مشاة بقيادة العميد يحي أبو عوجا الذي حرك الطائرات العسكرية إلى اوكار القاعدة في وادي وصحراء حضرموت وظل يهاجم تلك الأوكار حتى أصيبت الطائرة وسقطت اضطراريا وقفز منها إلى طقم عسكري ونزل بعدها يواصل مع جنوده المعركة ضد عناصر التخريب والإرهاب حتى تمكن من تصفية تلك العناصر الإرهابية واسر البقية منهم وفر من فر منهم في ملحمة تشبه فيلم أكشن أمريكي لكنه حقيقة على الأرض ولو كان غيره لجمع وسائل الإعلام ليحكي لها ما حدث واستثمرها ونال بسببها التكريم والامتيازات وروج لشخصه لكن الرجل الذي يقود هذا اللواء ويشغل منصب أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى يرى أنه يقوم بواجبه فحسب بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى .
الرائع في الأمر أيضا أن تلك الطائرة التي تضررت أثناء مواجهة عناصر القاعدة في وادي سر حرص العميد يحي أبو عوجا على إصلاحها مثلما هو حريص على تفقد أوضاع جنوده وعلاج الجرحى ومتابعة أوضاع كل جندي في اللواء والمنطقة العسكرية وتمتلك المنطقة العسكرية الأولى بسيئون طائرتين مروحيتين وقد ساهمتا مؤخرا وبشكل فاعل في إنقاذ المئات من أهالي المهرة الذين علقوا إبان إعصار لبان .
نتمنى من محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني أن يعيد النظر في تعامله مع قيادة وجنود المنطقة العسكرية الأولى وأن ينصفهم أقل القليل وأضعف الإيمان .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها