دعوة ماتيس تكرار سيء لخطة كيري الفاشلة
الخطة التي كشف عنها جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أواخر العام ٢٠١٦ رفضتها اليمن لأن أبرز مساوئها أنها ابقت على مليشيات الانقلاب الحوثي قوة مسلحة وموازية للحكومة الشرعية في تحد واضح للقرارات الدولية ذات الصلة باليمن وفي مقدمتها القرار ٢٢١٦.
ويبدو أن من اوعز لكيري حينها بتلك الخطوة السيئة التي ختمت عهد كيري وزعيمه باراك أوباما، دفع ماتيس لاقتراف الخطيئة ذاتها وبالطريقة نفسها، دعوة عائمة وهلامية لوقف الحرب خلال شهر بدون قواعد واسس يمكن البناء عليها في الانطلاق نحو السلام، وهو حلم اليمنيين جميعا باستثناء مليشيات الانقلاب الحوثي التي سارعت لتأييد دعوة الوزير الأمريكي، في إشارة واضحة إلى تطابق حديث ماتيس مع رغبة المليشيات الانقلابية في الحصول على فرصة لالتقاط أنفاسها ومن ثم استئناف الحرب كما هي عادتها دائما.
لم يكلف مندوب البنتاغون نفسه عناء توضيح دعوته المبهمة، وكأن الأطراف اليمنية لا ينقصها إلا حديث عام وعائم للعودة إلى طاولة المفاوضات، رغم أن الوزير الأمريكي يبدو متغافلا عما بذله المجتمع الدولي بما فيها حكومة بلاده من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب، خاصة في ماراثون الكويت الذي شهد أطول سباق مفاوضات بين الحكومة الشرعية من جهة ومليشيات الحوثي من جهة ثانية، وحين وصل الجميع إلى الاتفاق النهائي الذي استنزف الجهد والوقت والتنازلات، ووقع ممثلو الحكومة على الوثيقة حينها، تنصلت جماعة الموت عن كل وعودها والتزاماتها امام ممثلي ١٨ دولة وبكل دم بارد رفضوا التوقيع دون أن يقدموا سببا واحدا لذلك النكوص وتلك الانتكاسة.
وبعد نحو ثلاثة أشهر كافأتهم إدارة أوباما بخطة كيري المشؤومة التي ولدت ميتة لأنها تناقض المنطق والعقل وتفرض على اليمنيين مشكلة جديدة عبر تسوية عمياء تساوي بين الجلاد والضحية بل إنها تمنح المجرم صك البراءة وتسجعه على ارتكاب مزيد من الجرائم.
اليوم وبعد سلسلة طويلة من مماطلة المليشيات الحوثية وعدم تنفيذها أي اتفاق محلي أو خارجي، يأتي مبعوث العناية الجديد بنسخة مكررة من مسودة كيري، السلام على الطريقة الأمريكية وفق توقيت ماتيس، ثلاثون يوما من تاريخ الصدور.
وما فات ماتيس اليوم وفات كيري بالأمس أن اليمنيين الذين دفعوا ثمن هذه الحرب ولا يزالون، إنما يبحثون عن السلام تحت راية دولة تضمن الحقوق وتكفل الحريات، وتحتكر وحدها السلطة والقرار وامتلاك السلاح، لا أن تبقى تحت رحمة عصابات الإرهاب ومليشيات الانقلاب، لأن ذلك يعني أن يظل الخطر محدقا والمصيبة قائمة.
الحل الوحيد الذي يجب على ماتيس وغيره أن يتبينوه يتمثل في تنفيذ القرارات الدولية ذات العلاقة والعودة إلى طاولة الحوار القائم على مرجعيات السلام المتوافق عليها، وأهمها المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وما عدا ذلك فهي مناورات عابثة ومبادرات ميتة حتى وإن أطلقها ماتيس واحتفت بها المليشيات الحوثية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها