ياعدنان حسك تصدق عجائب طاهش الحوبان
صديقي عدنان الأعجم قرأت مقالك الجميل المفعم بالحماس ورأيك المستقل القوي (إلى صديقي عبدالرقيب الهدياني)،أشكرك أولا لأنك تعتبرني صديقا رغم ما بيننا من خلاف سياسي، لا يفسد ما بيننا من ود،أرجو أن يتعلم منك الآخرون.
وأن يتعلموا- أيضا- أنني وغيري،جنوبيون نملك آراء نحن أحرار فيها،ولدي موقع (إخباري) أعبر فيه عن لون وموقف ووجهة نظر ، وليس موقعا عسكريا أو مدرعات، ومن إخلاصنا للجنوب وحبنا له ومقتضيات القضية الجنوبية الـ(شعب ووطن وهوية) أن نقدس حرية أبنائه بتنوعها حتى لو لم تعجبنا أو يصعب علينا هضمها أو ابتلاعها في الوقت الراهن، فكم من رأي يتعرض للتشنيع أول ما يظهر لكنه بعد حين قد يصبح الحقيقة المطلقة.
صديقي عدنان أرجو أن نفرق بين الجنوب كقضية عادلة نؤمن بها جميعا، والمشاريع المطروحة على الأرض التي تمثل وجهات نظر طوائف من أبنائه، فليس شرطا أن اتبنى (فك الإرتباط) كي تصنفني مع أو ضد القضية،ولاتضيقوا واسعا طالما كل الخيارات تعبر عن جنوبيين ، قلوا أو كثروا، ناضلوا من أجل يمن موحد أو دولة مستقلة ، عملوا من أجل تحقيق الفيدرالية أوالكونفيدرالية.
دعونا نناضل من أجل كرامة كل الناس هنا، فيما تبقى المشاريع والرؤى وسائل ، فلنتنافس بأخلاق وشرف فيمن يقدم الأكثر والواقعي للجنوب، أما شعار ( من لم يكن معنا فهو ضدنا) فلايجوز تبنيه في أوطان ازدهرت بالربيع العربي وتشكلت على ساحاتها لوحات شعبية متنوعة بكل ألوان الطبيعة الخلابة.
عزيزي عدنان : حسك تصدق عجائب طاهش الحوبان، عجائب الدنيا سبع فقط ،ونحن هرمنا سبع سنوات ، لم نحرر جنوبا أو نستعيد حقوقا أو حتى نرتقي بشعبنا ثوريا وثقافيا وفكريا ونوحد صفنا المهترئ والمقسم إلى مكونات وتيارات وشخصيات مفككة الروابط والعرى.
طاهش الحوبان قادنا وسرنا خلفه فأضاع الجنوب مرتين: عند التوقيع ويوم الوقيعة، وهاهو اليوم يضعنا في مأزق جديد نصارع فيه مجلس الأمن الدولي بكل خيله وخيلائه، كنا نصارع علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر لكننا اليوم نناطح بان كي مون وجمال بن عمر، ومن طبيعة المعركة والخصم يتضح أننا نخسر وننحدر وننتحر..
كما أرجو يا عدنان أن لا تصدق حكايات عمنا رشوان ولا تهتم كثيرا بحكايات ألف ليلة وليلة التي يسردها البعض بعد كل مجلس عزاء في القاهرة ودبي، لقاءات تقام وتنفض للحزاوي دون جديد أو مفيد، ليت هذه القيادات صارحتنا للتاريخ وأخلصت للجنوب، هل بالإمكان استعادة الدولة؟ إذن ماذا قدموا هم كمخضرمين في العواصم العربية والأجنبية، نحن الوحيدون يا عدنان دولة بلا سيادة لها ثلاثة رؤساء في الخارج و(درزن) في الداخل.. نحن الشعب الوحيد في العالم يناضل البيض لإعادته إلى ما قبل 1990م بينما يناضل عبدالرحمن الجفري والفضلي وفاروق حمزة لإعادته إلى ما قبل 1967م، وبالحصيلة مختلفون في الحاضر والتاريخ والمستقبل، ومن يطارد عصفورين يفقدهما جميعاً.
يشتمون الإصلاح (اليمني) لجرح الإصلاح (الجنوبي) يسبون حميد والديلمي صباح مساء فيما الإعتداءات تطال مقرات ألجنوبيين أنصاف مايو ومحسن باصرة وبامطرف، يهتفون ضد المحتلين لكن غضبهم يحرق ساحات وخيام إخوانهم العدنين في كريتر والحضارم في المكلا وسيئون وغيل باوزير..
يا عدنان حريتي هي وطني ورأيي هو قضيتي، وسواء ضمنها لي اليمن الموحد أو الجنوب المستقل أو حتى بلاد الواق الواق لا فرق عندي ولا مشكلة..
أحب الناس كل الناس ولكني أكره الخطأ فيهم، وأؤمن أننا نحب الماضي لأنه ذهب، ولو عاد لكرهناه،وأوقن أن الذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون أبدا !
صديقي عدنان الكلام يطول والحديث يتشعب لكنني أوجز لك ، جرب أن تعيش مثلي: فكر بباكر ولا تبكي على ما كان..
نقلا عن صحيفة (الأمناء)
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها