العميد أبو عوجا.. جهود كبيرة لترسيخ الأمن بوادي حضرموت
قبل أشهر وفي طريقي لتلقي العلاج في مصر وصلت سيئون كبرى مدن وادي حضرموت حيث حرصت على الوصول إلى المدينة قبل رحلتي بأيام لاتجول بين مدن الوادي انطلاقا من سيئون إلى القطن إلى شبام إلى تريم وغيرها من المدن والمناظق وفي الطريق كان أفراد النقاط العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى ينتشرون لتأمين الناس هذه المناطق الشاسعة من منطقة العبر إلى ثمود ورماه تتوقف في النقطة يبتسم لك الجندي بود ثم يسألك: اي خدمات ؟!
أنا القادم من صنعاء حيث عشت في نقاط الحوثيين مواقف صعبة وقاسية ولا إنسانية - كتبت عنها سابقا - كنت مبهورا بأخلاق هؤلاء الجنود وطيبتهم التي تؤكد لك الفرق بين مسلح تابع لعصابة الحوثي وجندي الدولة المتسلح بالوعي والرقي.
في سيئون ترفرف روح علي أحمد باكثير الأديب الكبير الذي تتلمذت الأجيال العربية على أعماله الخالدة وتدهشك طيبة الحضرمي وبساطته وتسامحه وعمق التأريخ الذي تجلى في " قصر سيئون " كمعلم بارز في هذه المدينة التي تحيط بها الخضرة والنخيل من كل جانب.
بعد أيام من البقاء في سيئون التي أحببتها غادرت إلى مصر وفي نيتي الكتابة عن تضحيات جنود المنطقة العسكرية الأولى وعن القائد العسكري والرجل الذي بذل منذ سنوات عديدة جهودا كبيرة في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار بوادي حضرموت وهو العميد يحي محمد أبو عوجا أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى والاسم الذي يتردد صداه في كل وادي حضرموت لكنني شغلت حينها ومرت الأيام والاشهر وضميري يلح علي في الكتابة عن هذا الرجل وجهوده خاصة بعد ان سمعت الكثير من الثناء والإشادة به وبجهوده من مثقفين وعسكريين ومواطنين حضارم.
وهانذا بعد نصف عام من البقاء في مصر أعود إلى سيئون وأرى فيها الأمن والاستقرار لأقرر التصالح مع ضميري والكتابة عن العميد يحي محمد أبو عوجا كنوع من الإشادة بجهوده وانصافه والاحتفاء بجهود جنود المنطقة العسكرية الأولى الذين بذلوا جهودا كبيرة في محاربة عناصر التخريب من القاعدة وغيرها وضحى البعض منهم بروحه في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار والقيام بواجبهم في حفظ أرواح الناس وتأمين مصالحهم .
ورغم أن الرواتب الضئيلة التي يستلمها هؤلاء الجنود تتأخر غالبا لأشهر عديدة الا أنهم يواصلون مهماتهم رغم الجوع والمخاطر حيث يرابطون ليلا ونهارا بين حر الشمس وموجات الغبار لكي يأمن الناس في منازلهم ومصالحهم ومع هذا تحرض بعض الأقلام والأبواق الإعلامية ضدهم وتحاول تصيد اي خطأ قد يقع منهم .
الحقيقة التي يدركها الجميع أن جنود المنطقة العسكرية الأولى ليسو ملائكة وقد تقع منهم بعض الأخطاء التي سرعان ما تعمل قيادة المنطقة ممثلة باللواء صالح طيمس قائد المنطقة والعميد يحي محمد أبو عوجا
على تلافي هذه الأخطاء وإصلاحها والعمل على عدم تكرارها وأن هذه المنطقة العسكرية وقيادتها هي صمام الأمان والاستقرار في وادي حضرموت وهو ما جعل أبناء وادي حضرموت يتعاونون معها ويقدرون جهودها .
نجحت قيادة وأفراد المنطقة العسكرية الأولى بجهود ذاتية ومحدودة في مطاردة فلول القاعدة ومواجهة العناصر التخريبية وفرض الأمن والاستقرار بوادي حضرموت وهو ربما ما جعلها تتعرض لحملة إعلامية من قبل بعض العناصر والجهات الحاقدة .
حدثني الكثير من الحضارم عن العميد أبو عوجا كمثقف من طراز رفيع ورجل يدهشك بتواضعه ورقي تفكيره وكيف أن جهوده ومساعيه تجاوزت الإطار الأمني والعسكري إلى القيام بجهود كبيرة في المجال الإجتماعي وترسيخ التعايش بين الناس وإصلاح ذات البين حيث قام بوساطات كبيرة نجح فيها بحل مشاكل عديدة واطفئ نيران نزاعات وثارات بين قبائل وشخصيات حضرمية وهو ما جعله رجل الإجماع الوطني الأول في الوادي .
مثل هذه الشخصيات الوطنية التي تمثل صمام أمان واستقراره في فترة حرجة تمر بها اليمن يجب الإشادة بدورها وجهودها الوطنية وانصافها على الأقل وأضعف الإيمان.
لو كنت وساما لتمنيت أن أكون على صدر كل جندي مرابط لحفظ الأمن والاستقرار في كافة ربوع اليمن وعلى صدر كل قائد وطني أمثال العميد أبو عوجا وهذه شهادة لله ثم للتأريخ والله المستعان.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها