يسألونك لماذا الهجوم على الاصلاح
بما أن الوضوح وسيلة حضارية تساعد الدول على النهوض بمجتمعاتها ، سأحرص هنا على أن يتميز هذا المقال بالوضوح والشفافية والمصارحة ، عبر وضع النقاط على حروفها ، بداية بطرح سؤلاً طالما شغل تفكير الكثير من الناس ، لماذا كل هذا الهجوم على حزب الاصلاح وفي هذا التوقيت بالذات ؟ ولماذا تمثل عائلة صالح الحامل الرئيس لهذا الهجوم عبر أدواتها الاعلامية ، وكيف إنجرت بعض القوى المحسوبة على الثورة الى مهاجمة الاصلاح ؟ :
أولاً : حزب الاصلاح جزءٌ أصيل من الكيان الوطني في اليمن، ويتميز بثقل مجتمعي وتواجد شعبي كبيرين لا يستطتع أحد إنكار ذلك ، وله رؤى سياسية وفكرية ومجتمعية ، تتفق معظمها مع باقي القوى السياسية اليمنية ، يميل بشكل ملحوظ لتجسيد مفهوم الشراكة الوطنية ، حيث يعد أحد أهم المكونات الرئيسية لتكتل اللقاء المشترك ، وفي الحديث بشكل أوسع عن الشراكة السياسية الوطنية سنجد أن كل مكونات المشهد السياسي اليمني بحاجة الى الخروج أكثر من دائرة الإضطراب في مفهوم الشراكة وكيفيتها وتحديد مشتراكاتها، وبناء مزيداً من التنسيق والتفاهم وبلورة برامج وطنية عملية ، تلامس إحتياجات المرحلة ، مع إدراك اي قوة سياسية على أن الشراكة مع حزب الاصلاح ، لا تعني إلتزامه حرفياً بتوجهاتها ومطالبها ورئها ، وأن اي خروج عنها سيُعتبر محاولة إصلاحية للألتفاف !
ثانياً : كل الرؤى السياسية الوطنية المتعلقة بالعملية السياسية ومرحلة التأسيس للدولة القادمة ، نجد أن حزب الاصلاح من أهم المكونات السياسية التي قامت بعملية صياغة هذه الرؤى ، والمسافة بينها بسيطة للغاية ، تكاد تكون معدومة في كثير منها ، هذا إن تحررت النوايا والإرادات من العقلية التي ورثنها من ثقافة الفساد والإستبداد والتهميش طوال العقود الماضية ..
ثالثاً : كمحاكاة للمشهد المصري والتونسي ، أخذ البعض يستدعي فزاعة "أسلمة الدولة" والخوف على حلم الدولة المدنية الحديثة ، والحريات الشخصية والفن ،، لدرجة تثيرالشفقة على أصحابها ، خاصة لو نظرنا لأدبيات حزب الاصلاح وتصريحات قياداته المستمرة التي شخصت الأزمات اليمنية بطريقة سياسية علمية ، يحتاج البلد للخروج منها ، الى دولة قانون ومواطنة وعدالة إجتماعية حسب رؤية الحزب ، بالاضافة الى إنتاج الحزب لمزيداً من الفنون بكافة أنواعها الدرامية والغنائية والمسرح وكان الفن الاصلاحي هو الوحيد مرافق لأحداث الثورة السلمية ..الخ.
رابعاً : إطلاق شائعات وإدعائات كالترويج لمصطلح "أخونة الدولة " الذي يعد هو الأخر محاكاة للمشهد المصري وزئبقيات المعارضة اليسارية والفلول ، أخونة الدولة في ظل برلمان ما يزال الحزب الحاكم سابقاً مسيطر عليه عبر أغلبيته ، وفي وقت وجود حكومة توافقية ضمت أربعة وزراء لحزب الاصلاح من مجمل الحكومة المكونة من أكثر من 30 وزيراً ، نصفهم من حزب المؤتمر الذي ما زيزال يرأسه علي صالح ..
الصراخ بـ"أخونة الدولة" بسبب التغييرات التي تحصل في المؤسسة العسكرية، وفي حال كلف المتابع نفسه بالتعاطي مع الصراخ عبر فحص القرارات المتعلقة بالمؤسسة العسكرية ، سيجد نفسه أمام قرارات إحتوت كل شيئ بإستثناء غياب حزب الاصلاح ، وكل مافي الأمر أن هناك فزاعة كيديه زئبقية إسمها "أخونة الدولة" . الامر ذاته ينطبق على مؤسسة الصحافة ، فما يزال حزب المؤتمر مسيطر عليها منذ عقود دون منازع ، وهذا ما أدى الى حجب كل القيادات الاعلامية الوطنية من القوى الأخرى بإستثناءات بسيطة ، مع ذلك لا يوجد إصلاحي واحد يرأس تحرير صحيفة حكومية واحدة !..
لست هنا في خانة الدفاع عن حزب الاصلاح ، بقدر إنحيازي للموضوعية والمنطق في ظل غياب تام للمعلومة الصحيحة والمصداقية وطغيان الحسابات السياسية والمصالح الذاتية على مهنية وسائل الاعلام ، بالاضافة الى شيطنة الاصلاح بصورة جعلت عملية إخراج التقارير الصحفية ضده عبارة عن مقولات تأليفية مفككة وإرتجالية تفتقر لأساسيات الإستقصاء وأدوات البحث عن المعلومة وغياب الاسلوب الصحفي ، كأن تجد عنواناً عريض يتحدث عن "جمهورية الاصلاح" وعند قراءة محتوى التقرير ستجد أن دافع العنوان "تعين 33 إصلاحياً " مدراء مدارس في أمانة العاصمة من أصل 300 مدرسة تقريباً !..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها