مسيرة حزب بحجم وطن !!
مر التجمع اليمني للاصلاح منذ تأسيسه في الثالث عشر من سبتمبر ١٩٩٠م بعدد كبير من المنعطفات السياسية الهامة خلال مسيرته التي امتدت لما يقرب من ثلاثة عقود وقد تجاوز الكثير من العقبات والصعوبات التي وضعت في طريقه وأفشل عددا غير قليل من المؤامرات التي حيكت ضده، وبالطبع لم يتجاوز شيئا من ذلك بضربة حظ أو لمجرد حصول مصادفات جاءت لتتناغم مع أمنيات منتسبيه، ولكنها جاءت بفضل من الله أولا ثم بفضل منتسبيه وقياداته التي تتميز بقدر كبير من الحنكة والحكمة والدهاء السياسي وقدرتها على صنع شراكات قوية مع الجميع ممن ينحازون للوطن ومصلحته العامة وجعل ذلك قاسما مشتركا لدى الجميع والبناء عليه للوقوف ضد اي مشروع يستهدف الوطن والوطنيين.
إن قدرة الاصلاح ومعه كل الوطنيين على تغيير الخارطة السياسية وصناعة التحالفات واتخاذ القرارات التي تنحاز إلى جانب المصلحة الوطنية جعلت كل من يستهدف الإضرار بهذا الحزب يتوجب عليه ضرب كل وطني أيا كان توجهه السياسي لا الاصلاح وحده، وبما انه حزب سياسي مدني يقوده قيادات ذات باع طويل في العمل السياسي وتتميز بالانفتاح الكبير على الجميع بل وتعمل في ساحة العمل السياسي تحت نظر الكل ووفقا للقانون الذي ينظم عمل الأحزاب السياسية اليمنية فإن كل ذلك جعل جل محاولات الخصوم ضده تبوء بالفشل..
في فترة سياسية معينة وطويلة، راهن الرئيس السابق علي عبدالله صالح كثيرا على شق صف الاصلاح، خصوصا بعد وفاة رئيسه الشيخ عبدالله الاحمر ومحاولة اظهار الاصلاح كتيارين متصارعين، تيار قبلي وتيار يمثل المثقفين، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل الذريع بالرغم من نجاح صالح في شق صفوف أغلب الأحزاب وتفريخها، وقد كان تماسك القيادة ووحدة البناء التنظمي ووضوح الهدف لدى هذا الحزب السياسي سدا منيعا تحطمت على جدرانه كل المؤامرات التي دبرت ضده.
لقد استطاع التجمع اليمني للاصلاح وخلال ٢٨ عام منذ تاسيسه العمل كحزب سياسي مدني ينحاز للوطن ومغلبا للمصلحة العامة، فقدم الكثير من التنازلات في سبيل ذلك، ومن خلال النظر إلى مسيرة عمله السياسي نجد أنه نافس الخصوم ديمقراطيا من خلال صناديق الاقتراع منافسة شريفة منذ اول انتخابات برلمانية في عام ١٩٩٣م فلم يستخدم البدلة العسكرية ولا سطوة الشيخ القبلي لفرض انتخاب مرشحيه بالقوة ولم يحرك الاطقم العسكرية لخطف الصناديق وتزوير النتائج ولم يستخدم الأموال والمناصب لشراء الولاءات، كما مارس النضال السلمي من خلال انخراط شبابه في ثورة ال ١١ من فبراير للتعبير عن رفضه للظلم ومطالبته برحيل الفاسدين ومع ذلك لم يقطع طريقا ولم يحرق اطارا (تائر) ليمنع مرور الناس الى مصالحهم، ولم يغلق المحلات التجارية بالقوة، بل ظل يرحب بالجميع مادامت المصلحة الوطنية هي الهدف المشترك بينهم.
لم ينفرد الإصلاح يوما في خوض أي معركة لتحقيق أهداف خاصة به بقوة السلاح على حساب الوطن وإراقة دماء الابرياء، وحينما خرج اعضاؤه ضد الانقلاب المسلح فإن ذلك لم يحدث إلا تحت ظل الدولة وشرعيتها الدستورية باعتبارهم جزء من ابناء هذا الشعب، ولهذا السبب فشلت كل محاولات الخصوم في تصوير الاصلاح امام الداخل والخارج بغير صورته السياسية، مثبتا انه حزب سياسي مدني يتميز بحنكة قيادته وتماسكه التنظمي العصي عن الكسر والمحصن من اي اختراق، بل واثبت انه حزب غني بالقيادات الرأسية والافقية وبالقواعد العريضة التي ترفض العنف والارهاب شكلا ومضمونا، واثبت كذلك ان لديه القدرة على ادارة دولة من خلال تلك الكوادر التي يمتلكها من مختلف تخصصات ومجالات الحياة، فمن خلال النظر الى تشكيلة هذا الحزب نجد انه يحوي عدد كبير من حملة الشهادات العليا من اساتذة الجامعات وفي نفس الوقت يحوي في عضويته المواطن البسيط الامي عن القراءة والكتابة والمحصن بالوعي الكاف والمبدأ المتين غير القابل للبيع والشراء.
لقد اثبت الإصلاح انه بعيد كل البعد عن أي تعصب من أي نوع، ففي صفوفه أعضاء وقيادات من جميع أنحاء اليمن شمالا وجنوبا شرقا وغربا، يجتمع فيه الشافعي بالزيدي ويلتقي فيه الابيض بالاسود، وفي ميزانه لا وزن للعرق أو اللون أو السلالة أو المناطقية أمام الروح الوطنية والمبدأ الصادق.
الإصلاح حزب سياسي يمني والأحزاب إنما هي صناعة بشرية والصناعة البشرية لا تدعي الكمال ومن يعمل قد يخطئ وقد يؤخذ عليه من قبل الخصوم بعض المآخذ، وهذه جميعها تظل مكفولة لهم فحرية الرأي والتعبير والنقد البناء ليست حصريا على طرف دون آخر أو جهة معينة دون غيرها، والناجح من يستفيد من الملاحظات الإيجابية من الآخرين، كانوا محبين أو منافسين.
#اصلاحيون_لاجل_اليمن
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها