الوطنية آخر ملاذات الأنذال..!!
بوسعك أن تكون أي شيئ الا أن تنتهي لحالة من الضياع الشخصي بسبب ضياع وطن .
يهرب بعضهم للخمور والغياب الكامل وبعضهم ينطوي على نفسه أو يصل الأكثر عاطفية لحالة صلاح جاهين ، صلاح المجنون الشاعر الناصري المصري القومي في مصحة نفسية بعد هزيمة حزيران ، تلك الهزيمة التي سحقت جاهين شخصيا وكأن الطائرات الإسرائيلية قصفت الشاعر وحده .
لا أحب الأقاصي الوطنية ، أو انني أتحاشاها في حقيقة الأمر ، لذلك لن أذهب حد الانتحار على طريقة الروائي ميشيما وهو يبقر بطنه منتحرا على طريقة الهاريكاري احتجاجا على إذلال اليابان ، لن أهرب للشراب ولن أسمي النساء واللذة هروبا من كآبة ما حل باليمن .
سننتشي ونستلذ ونتعقل ونفقد عقولنا لبعض الوقت محتفظين برجاء استعادة وطن أضعناه لحظة سذاجة ، وستبقى جراحات اليمن تسوطنا مثل عصاة بائسين ، هي تحتاج يقظتنا اكثر من حسنا المأساوي بالذنب وأن نتقمص روح يهوذا ، يهوذا وهو يحدق في المسيح الذي خانه بنظرة المخطئ الذي لا يملك إلا أن يخطئ .
أنا في الدنوة ، ضباب ومطر وأعالي الأشجار مثل أشباح مقاتلين قاموا في الظلام بعد هزيمة ، أدخن وأفكر في الوحشة أنه ساعات فقط وتنعم اليمن بدفئ الشمس وأمان ما بعد العاصفة ،
يقال أن الوطنية آخر ملاذات الأنذال ، لكن ربما تكون آخر ملاذات العشاق الفاشلين وقد وجدوا في بلادهم كل العيون والشفايف والصبابة فوقعوا في غرام بديل حيث اليمن فاتنة تجسد لوعة التضاريس المكشوفة في طريق الليل والغرباء ، هذا هو الحب الذي ليس عليك أن تفقده في الشراب والذهان مرددا: أضاعوني وأي فتى أضاعوا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها