وتستمر معاناة المواطن!
تتوالى النكبات على المواطن اليمني ، وتُضاف أكوامٌ من الآلام إلى ما به من آلامٍ تجذّرت في نفسه ، وحتَّمت عليه الخضوع لها ، والتكيُّف معها، إلى أنْ تأتيه النَّجاة عبر منافذ الأمل الذي يسوقه للصّبر والتّحمل في هذه الأوضاع البائسة، والأحوال العصيبة.
ولكن أساه يزداد كلما غابت عنه شفقة الحكومة ، ورحمة الأشقاء في كفِّ الأزمات عنه ، ودحر الصدمات التي يحدثها التصعيد الإقتصادي في القضاء على العملة المحلية وانهيارها ، فصارت دوائر التساؤلات تتسع في ذاته ، وتفتح مجالات لغياب الثقة بمن عول عليهم في إنقاذه ، حتى أنه وضع تطورات الحرب العسكرية في أدراج التجاهل والنسيان ، وفتح ملفات التأمل في مآلات الوضع الإقتصادي والواقع المعيشي الذي يفوق الحرب العكسرية بتضاعف الأثر على نفسه وأهله ، حيث أن ارتفاع الأسعار وتفاقم الحال المعيشي يعد كسلاح قاتل له، وبطريقة إن اختلفت عن طريقة الخصم فهي في الحقيقة قتلاً وإهانة وتعذيبا !.
فكم هي الأوجاع التي ستظل تدمي قلبه بحدتها ، وتورثه الهم الدائم حينما تلقي عليه أعباء التفكير في كيفية العيش والبقاء ؟! ، ففي تداخل المشكلات وتطورها يكون له النصيب الكلي من نتائجها الموجعة، فهو بضعفه من يتحمل الصراعات الداخلية وغياب الخدمات وتفلت الأمن ، وطمع التجار ، وهو من ترغم أنفه لتقبل خلافات السياسات الخارجية ،ونزاعاتها القائمة على أنانيات مفرطة باتت تستثمر تدهور الوطن في مصالح معينة ، وتوظف الصراع في نيل أهداف خارجة عن إطار العلاقات الدولية ومنافية تماماً لتلك الشعارات لم تعد تستساغ مطلقاً!
فهل ياتُرى سيجد هذا المواطن من يشفق على حاله وينقذه من الكوارث المتوالية ،و يلمس نوعا من الإحساس الوطني من قبل تلك المكونات التي تخلقت من أمشاج ثقته بها، أم أنه سيظل لقمة سائغة في حلق الظلم والمكر المستمر؟!.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها