الحوارُ .. ودماءُ الشهداء!
لو أطلَّ شهداءُ الثورة السلمية اليوم ليشهدوا – بأرواحهم- في الذكرى الثانية لاستشهاد شهداء جمعة الكرامة موعد انطلاق الحوار الوطني في اليمن ، لأكدوا أن هذا الحوار الوطني هو أحد ثمار غرسهم الذي رووه بدمائهم الزكية ، وجادوا بنفوسهم الغالية فداءً لليمن ،وهو ما يعني سقوط إدعاء البعض صنعَ هذا المنجز الوطني أو التفاخر به! لكن إطلالة أرواح الشهداء ستُصابُ حتماً بالُحزنِ الشديد عندما ترى في قاعة الحوار أشخاصاً كانوا ضمن عصابةِ القتل والتحريض ضد شباب الثورة السلمية !
ستُصابُ إطلالة أرواح الشهداء بالقهر عندما ترى شلةً من الفاسدين والمنافقين ضمن قوائم الحوار تتحدث عن :الوطنية، والدولة المدنية، والوحدة ،والاستقرار..، وهم من قتلَ الوطنَ طيلة عقودٍ من الزمن ، وهم من حارب كلَّ أسس الدولة المدنية ، وهم من حارب وحدة الشعب وفكك نسيجه بالفتن والحروب والتباينات المختلفة، بل هم من كان ولايزال يقضُّ مضجعَ الشعب بتخريبهم لمصالحه المختلفة، ستُصاب إطلالةُ أرواح الشهداء بالغم وهي ترى بعض البلاطجة في مؤتمر الحوار من يرفع عقيرتَه متغنيا بالديمقراطية والعدالة ..وهو الذي همَّش كلَّ قوى التغيير بل عمل على تفريخها وتفريغها من محتواها، وهو عدو الديمقراطية الأول بلا منازع حيث حاربها بكل قُواه واستبدلها بديمقراطيةٍ شكلية ..وهو من تفيّد الوطنَ ونهب خيراته ، وهو من أسّسَ للعشوائية والبيروقراطية وظلَم وأفسدَ حتى صارَ عهدهم خاليا تماما من العدل والمساواة .. ستُصاب إطلالة أرواح الشهداء بالحيرة وهي ترى من يتحدثُ عن الاقتصاد والرفاه والعيش الكريم للمواطن وهو من أجاع الشعب وعبث بموارده وهدم اقتصاده وأوصل البلاد إلى أن يكون من أفقر بلدان العالم!!
ستنكر إطلالةُ أرواحِ الشهداء معاييرَ اختيار بعض أعضاء مؤتمر الحوار الوطني التي جاء بعضها على أسس طائفية ومناطقية وأسرية وحزبية و تم تهميش شباب الثورة وبعض القوى الوطنية!!
ستنكر إطلالةُ الشهداء وجود الغرباء في مؤتمر وطني يمني خالص ، ستطالبُ إطلالة أرواح الشهداء وبكل قوة أن يلتزم مؤتمر الحوار الوطني أولا بأهداف الثورة السلمية كاملة ويعمل على تحقيقها ، وأن يخرج بمخرجات عملية تبني الوطن وتعمل على رُقيه وتمتين وحدته واستقراره بعيدا عن الطائفية والمذهبية والمناطقية والحزبية والقبلية وبعيدا عن أي اعتبار آخر .
ستطالب إطلالةُ أرواح الشهداء بتحقيق الكرامة والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والرفاه والعيش الكريم لكل الشعب دون تمييز ستُطالب بالاهتمام بأسر الشهداء وبمعالجة الجرحى وإطلاق المعتقلين والمخفيين وبتعويض المتضررين و إعادة مانُهب من أموال الشعب ومحاكمة القتلة و المحرضين وعدم التهاون في ذلك أبدا، وإعادة سائر الحقوق والممتلكات المصادرة وإعادة المسرحين قسرا من وظائفهم إلى أعمالهم، وبناء اقتصاد وطني قوي وجيش وطني قوي وتعليم جيد وعيش كريم بأمن واستقرار ورفاه.
إن دماء الشهداء في ثورة مستمرة حتى يتحقق بناء الوطن بناء سليما ويتلاشى ليلُ الظلم من أفقه الطاهر و يرحل عن ترابه الغالي كلُ فاسد .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها